إدمان الكحوليات: طريق الهلاك الصامت

كتبت: دنيا أحمد
يُعد إدمان الكحوليات من أخطر أنواع الإدمان، كونه يؤثر بشكل مباشر على صحة الإنسان الجسدية والنفسية، ويقود ببطء نحو تدهور شامل في مختلف جوانب الحياة. ورغم أن بعض المجتمعات تتعامل مع الكحول كوسيلة للترفيه أو كجزء من الطقوس الاجتماعية، إلا أن الإفراط في تعاطيه يمكن أن يحوّل هذه العادة إلى إدمان مميت.
ما هو إدمان الكحول؟
إدمان الكحول هو اضطراب نفسي وسلوكي مزمن يتمثل في فقدان السيطرة على شرب الكحول، وعدم القدرة على التوقف عنه رغم العواقب السلبية الواضحة. ويؤدي هذا الإدمان إلى اعتماد الجسم والعقل على الكحول ليعمل بشكل طبيعي.
الأضرار الصحية لإدمان الكحول:
1. أمراض الكبد: مثل تليف الكبد والتهاب الكبد الكحولي، وهي أمراض قد تؤدي إلى فشل كبدي مميت.
2. مشاكل القلب: يزيد الكحول من احتمالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم، والنوبات القلبية، واضطرابات نبض القلب.
3. اضطرابات الجهاز العصبي: مثل تلف الدماغ وضعف الذاكرة، وصعوبة التركيز، والاكتئاب المزمن.
4. ضعف الجهاز المناعي: مما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والعدوى.
5. أمراض الجهاز الهضمي: مثل التهاب المعدة وقرحة المعدة وسرطان المريء أو البنكرياس.
الأضرار النفسية والاجتماعية:
• الاكتئاب والقلق واضطرابات النوم.
• مشاكل في العلاقات الأسرية والاجتماعية.
• انخفاض الأداء المهني والدراسي.
• زيادة احتمال السلوك العدواني أو الإجرامي.
كيف يبدأ الإدمان؟
غالبًا ما يبدأ الأمر بتناول الكحول على فترات متباعدة، لكن مع مرور الوقت قد يتحول إلى عادة يومية معتمدة نفسيًا وجسديًا، مما يؤدي إلى الإدمان الكامل. كما أن العوامل الوراثية، والبيئة الاجتماعية، والضغوط النفسية تلعب دورًا كبيرًا في تعزيز السلوك الإدماني.

العلاج والتعافي:
يتطلب علاج إدمان الكحول مزيجًا من العلاج الطبي والدعم النفسي، ومن أهم خطوات العلاج:
• إزالة السموم من الجسم (Detox).
• العلاج النفسي والسلوكي.
• الانضمام إلى مجموعات الدعم مثل “مدمنو الكحول المجهولون”.
• المتابعة المستمرة لتجنب الانتكاسة.
الخلاصة: إدمان الكحول ليس مجرد عادة سيئة، بل مرض خطير يجب التعامل معه بجدية. الوعي بالمخاطر وطلب المساعدة في الوقت المناسب قد ينقذ حياة المدمن ويعيد له التوازن والصحة والأمل.
تذكر دائمًا: الكحول لا يحل المشاكل، بل يصنع مشكلات جديدة ويخفي الألم مؤقتًا بثمن باهظ.






