بين الحقيقة والخرافة: قصة آدم ونوح كما وردت في القرآن

كتبت / دنيا أحمد
خلق الله عز وجل سيدنا آدم بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له الملائكة، وأسكنه الجنة مع زوجته حواء. ثم أُهبطا إلى الأرض ليبدأ نسل البشرية.
أنجب آدم وحواء أبناءً وبنات، لكن القرآن الكريم لم يذكر عددهم، ولا تفاصيل عن أسمائهم، إلا أن القصة المشهورة عن قابيل وهابيل وردت في سورة المائدة، حيث قتل قابيل أخاه حسدًا.
قال الله تعالى:
“فطوَّعَت له نفسهُ قتلَ أخيهِ فقتلَهُ فأصبحَ من الخاسرين” (المائدة: 30)
وحزن آدم عليه السلام، ولكن لا يوجد في القرآن أو السنة ذكر لمولود يُسمّى شيث، وإن كانت بعض الروايات تذكر أنه وُلد بعد حادثة القتل وكان من الصالحين، لكن لا دليل صحيح على نبوّته.

أما النبي إدريس عليه السلام، فقد ورد اسمه في القرآن، ورفعه الله مكانًا عليًا، لكنه لم يُذكر أنه حارب ذرية قابيل، ولا أن له تلاميذ بأسماء الأصنام التي عبدها قوم نوح لاحقًا.
الأصنام الخمسة: (ود، سواع، يغوث، يعوق، نسر) ذُكرت في سورة نوح، وقال بعض المفسرين إنها أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما ماتوا وسوس إبليس للناس بصنع تماثيلهم، ثم بمرور الزمن تحولت إلى عبادة.
بعث الله سيدنا نوح عليه السلام يدعو قومه إلى عبادة الله وحده، فلبث فيهم 950 سنة، ولكنهم أصروا على الكفر، فأغرقهم الله بـ الطوفان العظيم ونجّى نوحًا ومن آمن معه.
قال تعالى:
“فأنجيناهُ ومن معهُ في الفلكِ المشحون. ثم أغرقنا بعدُ الباقين” (الشعراء: 119-120)

وكان لنوح أربعة أبناء، أحدهم كنعان (وليس اسمه صريحًا في القرآن) كان من الكافرين فغرق، ونجا الثلاثة:
• سام: قيل إنه أبو العرب.
• حام: يُنسب إليه الحبش والسودان.
• يافث: قيل إنه أبو الروم والترك.
وهكذا استمر نسل البشرية من ذرية نوح عليه السلام بعد الطوفان.
الخلاصة :
• لسنا “أبناء القاتل ولا أبناء القتيل” كما يُشاع، بل نحن جميعًا من ذرية آدم، ثم من ذرية نوح بعد الطوفان.
• كثير من القصص المتداولة في وسائل التواصل مختلطة بخرافات وأحاديث غير صحيحة.
• الواجب علينا الرجوع إلى القرآن والسنة والمصادر الموثوقة في فهم قصص الأنبياء.






