شكري سرحان عن “رد قلبي”: علي ابن الجنايني كان مغتصبًا لحق غيره

كتبت / دنيا أحمد
في حوار نادر أُجري عام 1979 مع مجلة المصور، فجّر الفنان الكبير شكري سرحان مفاجأة صادمة حول موقفه الحقيقي من دوره الشهير في فيلم “رد قلبي”، الذي يعد من أبرز الأفلام الرومانسية ذات الطابع السياسي في السينما المصرية، حيث أدى فيه دور “علي ابن الجنايني”، الفتى الفقير الذي أحب الأميرة “إنجي” وتحدى الفوارق الطبقية.

عندما سُئل سرحان عن أهم أدواره، عدّد مجموعة من الأعمال دون أن يذكر رد قلبي. فاستغرب الصحفي وسأله عن سبب تجاهله لهذا الفيلم رغم شهرته الكبيرة، فكانت إجابة شكري سرحان صادمة:

“لأن علي ابن الجنايني خطف واغتصب حق مش حقه، وعلي هو الغاصب والمتعدي والظالم، مش الباشا ولا البرنس علاء”.

ردّه أثار دهشة الصحفي، فسأله مجددًا: “إذا كنت ترى ذلك، لماذا قمت بتجسيد هذا الدور من الأساس؟”
فأجابه شكري سرحان بصدق لافت:
“كان مضحوك علينا ومش فاهمين من كتر الكذب اللي سمعناه”.
تصريح الفنان القدير يعكس مراجعة فكرية نادرة وصريحة لمفاهيم كانت تُروَّج في فترة ما بعد الثورة، ويعيد طرح الأسئلة حول طبيعة الرسائل التي كانت تحملها بعض الأعمال الفنية التي أنتجت في ظل أيديولوجيات سياسية معينة.

جدير بالذكر أن “رد قلبي” إنتاج عام 1957، مقتبس عن رواية ليوسف السباعي، ويُعتبر من أبرز أفلام ما يُعرف بـ”أدب الثورة”، حيث صور الصراع الطبقي من منظور مناصر للفقراء. لكن يبدو أن الزمن كفيل بكشف زوايا كانت مخفية، حتى على من شاركوا في صناعتها.






