13 مايو 1948.. مصر تعلن الأحكام العرفية استعدادًا لحرب فلسطين الأولى
كتبت / دنيا أحمد
في مثل هذا اليوم، 13 مايو عام 1948، أعلنت الحكومة المصرية فرض الأحكام العرفية على البلاد، وذلك استعدادًا لدخول الجيوش العربية إلى فلسطين في مواجهة العصابات الصهيونية، التي كانت تتهيأ لإعلان قيام دولة إسرائيل في 15 مايو. جاء هذا القرار بأمر من الملك فاروق الأول، وكُلف محمود فهمي النقراشي بتولي مهام الحاكم العسكري العام لمصر.
الأحكام العرفية، التي تُعتبر نظامًا استثنائيًا تلجأ إليه الدول في أوقات الأزمات والحروب، فُرضت حينها للمرة الثالثة في تاريخ مصر، وكان من المقرر أن تستمر لمدة عام، لكن تصاعد العمليات السياسية والاغتيالات، خصوصًا على يد تنظيمات متطرفة مثل جماعة الإخوان المسلمين، أدى إلى تمديدها حتى أبريل 1950، قبل أن تُلغى على يد آخر حكومة وفدية برئاسة مصطفى النحاس باشا.
جاءت هذه التطورات ضمن سياق إقليمي بالغ الحساسية، إذ كانت المملكة المتحدة قد أنهت رسميًا انتدابها على فلسطين وغادرت القوات البريطانية، ما مهّد الطريق لإعلان الأمم المتحدة في 29 نوفمبر 1947 قرار تقسيم فلسطين إلى دولتين: يهودية وعربية، مع جعل مدينة القدس منطقة دولية تحت إشراف الأمم المتحدة.
رغم الترحيب الصهيوني بقرار التقسيم، فقد رفضه العرب بشدة، ورأت الدول العربية أن الحل يكمن في التصدي العسكري للمليشيات الصهيونية المسلحة، والتي كانت تتكوّن من تنظيمات مثل الهاجاناه، البلماخ، الإرجون، شتيرن، ومتطوعين يهود من خارج فلسطين.
مع اندلاع الحرب في مايو 1948، شاركت جيوش مصر، الأردن، العراق، سوريا، لبنان، والسعودية، بهدف دعم الشعب الفلسطيني واستعادة أراضيه. وفي خضم هذه المعركة، ظهرت تحركات سرية من قبل بريطانيا التي خططت لغزو أردني للضفة الغربية من أجل الحيلولة دون قيام دولة فلسطينية بقيادة أمين الحسيني، وقد أسهم ذلك في تغيير ملامح الصراع السياسي والجغرافي في المنطقة لعقود لاحقة.
أما فلسطين قبل هذه المرحلة، فقد كانت جزءًا من الدولة العثمانية حتى عام 1917، ثم خضعت للانتداب البريطاني عقب معاهدة سيفر (1920) ومعاهدة لوزان (1923)، وبقيت تحت السيطرة البريطانية حتى انسحابها عام 1948.
يُعد يوم 13 مايو من أبرز التواريخ في الذاكرة السياسية المصرية والعربية، إذ مثّل تحولًا كبيرًا في طبيعة الصراع مع المشروع الصهيوني، وبداية مرحلة طويلة من الحروب والنضال الفلسطيني المستمر حتى يومنا هذا.
