كنوز الوطن .. الأحزاب السياسية ودعم الدولة

بقلم : أيمن عدلي

تشهد البلاد في السنوات الأخيرة جهوداً متسارعة لتعزيز بنيتها السياسية واستقرارها الداخلي، من خلال دفع عجلة الإصلاحات السياسية وتفعيل دور الأحزاب كفاعل رئيسي في المشهد العام..ومع الإعلان عن تدشين حزب جديد تحت اسم “الجبهة الوطنية”، تُفتح آفاق جديدة للنقاش حول دور الأحزاب السياسية في دعم الدولة المصرية، وزيادة الوعي بالمخاطر التي تواجهها، والتصدي للتحديات التي تُحاك ضدها.

الأحزاب السياسية ليست مجرد كيانات تعمل لتحقيق أهداف حزبية ضيقة، بل هي جزء لا يتجزأ من النظام الديمقراطي للدولة، وشريك أساسي في تعزيز الاستقرار السياسي والاجتماعي في البلاد ، حيث تلعب الأحزاب دوراً محورياً في دعم جهود الدولة، لا سيما في ظل الظروف الإقليمية والدولية المعقدة ،ومن هنا تمثل الأحزاب قناة للتواصل بين الدولة والمواطن، حيث تعبر عن احتياجات الشارع وتترجمها إلى سياسات ومبادرات،هذا الدور يصبح أكثر أهمية في مواجهة التحديات، مثل التصدي للمخاطر السياسية التي تهدد استقرار الدولة، سواء كانت داخلية أو خارجية.

ويأتي تدشين حزب “الجبهة الوطنية” كإضافة نوعية للمشهد الحزبي في مصر، ويطرح تساؤلات حول رؤيته وبرامجه لدعم الدولة والمواطن،في الوقت الذي تواجه فيه الدولة المصرية تحديات غير مسبوقة على مختلف الأصعدة، تتطلب وجود منظومة حزبية واعية وفعالة ، خاصة وأن تعزيز الوعي بالمخاطر المحيطة بالدولة لا يقتصر على الجهات الرسمية، بل هو دور مشترك بين الإعلام، الأحزاب، ومنظمات المجتمع المدني.

وأرى ايضاً أن الحملات الإعلامية المنظمة بالتعاون مع الأحزاب تُعد أداة فعالة لتوضيح خطورة المؤامرات الخارجية التي تسعى لزعزعة الأمن القومي المصري. كذلك، تلعب الأحزاب دوراً في مواجهة الشائعات المغرضة التي تُبث على وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال توجيه خطاب واعٍ ومبني على الحقائق.

أن التحديات التي تواجهها مصر اليوم تتطلب أحزاباً قوية تدرك أهمية الاصطفاف الوطني ،ومن هنا فإن على الأحزاب السياسية وفي مقدمتها “الجبهة الوطنية” عليها أن تضع رؤية استراتيجية لمواجهة هذه المخاطر من خلال تعزيز الوحدة الوطنية والتركيز على الملفات التي تجمع ولا تفرق، والعمل على تقوية النسيج الوطني بين مختلف فئات المجتمع ، بجانب تقديم مبادرات وحلول لمشكلات المواطنين تساهم في تخفيف العبء عن الدولة ، وايضاً توحيد الجهود بينها وبين الحكومة والمؤسسات الأمنية لضمان التصدي الفاعل لأي تهديدات داخلية أو خارجية.

والخلاصة.. إن تدشين حزب الجبهة الوطنية يُعد خطوة مهمة نحو إثراء الحياة السياسية في مصر، بشرط أن يلتزم الحزب برؤية وطنية شاملة تضع مصلحة الوطن فوق أي اعتبار ، في الوقت الذي بات فيه دعم الدولة المصرية ليس خياراً بل هو واجب وطني على كل الأحزاب السياسية من أجل الحفاظ على استقرار البلاد وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.