“آمال زايد.. الست أمينة التي خلدتها ثلاثية نجيب محفوظ”

كتبت / مايسة عبد الحميد
تحل اليوم الثلاثاء، 23 سبتمبر، ذكرى رحيل الفنانة الكبيرة آمال زايد، التي غادرت عالمنا عام 1972، بعد أن تركت بصمة فنية لا تُمحى في ذاكرة السينما المصرية، لتظل رمزًا للأم المصرية الحنون في زمن الفن الجميل.
بدأت آمال مشوارها الفني عام 1939 من خلال فيلم بائعة التفاح وظهرت مع كوكب الشرق أم كلثوم في فيلم دنانير. التحقت بالفرقة القومية، وهناك تعرفت على زوجها الضابط عبد الله المنياوي، وأنجبت منه أبناءها ومن بينهم الفنانة الراحلة معالي زايد. ورغم توقفها عن التمثيل لأكثر من 14 عامًا، عادت في أواخر الخمسينيات لتقدم أبرز أدوارها التي وضعتها في الصفوف الأولى لنجوم السينما.

ارتبط اسم آمال زايد بشخصية أمينة، الزوجة المطيعة لـ”سي السيد”، والتي جسدتها في ثلاثية نجيب محفوظ (بين القصرين – قصر الشوق – السكرية). ورغم رحيلها عام 1972 قبل عرض الجزء الثالث، إلا أن حضورها ظل خالدًا، حيث رسخت صورة الأم المصرية البسيطة والصبورة في أذهان الملايين.
ورغم حصرها في شخصية الأم التقليدية، إلا أن آمال زايد أبدعت أيضًا في الكوميديا، ومن أبرز أدوارها في هذا اللون شخصية الأم في فيلم عفريت مراتي مع شادية وصلاح ذو الفقار.
لكن أكثر الأدوار التي أثرت في حياتها كان مشهد فقدانها لابنها “فهمي” (صلاح قابيل) في بين القصرين. فقد كانت تتهرب من أداء المشهد خوفًا من إحساسها بأنه سيُصيبها بالوجع، وقالت للمخرج: “إزاي أربي ابني لحد ما يبقى شاب وأشوفه بيموت قدامي؟”، وبعد أن جسدت المشهد ببراعة أصيبت بأزمة صحية لازمتها حتى رحيلها. والمفارقة أن الواقع كرر القصة المأساوية، إذ فقدت ابنتها ماجدة بعد سنوات، لتلحق بها آمال زايد فور سماع الخبر.
رغم رحيلها المبكر، تبقى آمال زايد علامة بارزة في تاريخ الفن المصري، وأيقونة الأم التي جسدت الحنان والقوة في آن واحد، لتبقى أعمالها خالدة في ذاكرة الأجيال.






