سياسةعاجل

في ذكرى خطاب التنحي.. “جمال عبد الناصر” يتحمّل مسؤولية “النكسة” ويعود إلى صفوف الجماهير

في ذكرى خطاب التنحي.. “جمال عبد الناصر” يتحمّل مسؤولية “النكسة” ويعود إلى صفوف الجماهير

جمال عبد الناصر

كتبت: دنيا أحمد

في التاسع من يونيو عام 1967، صُدم العالم العربي بخطاب الرئيس المصري جمال عبد الناصر الذي أعلن فيه تنحيه عن رئاسة الجمهورية، متحمّلًا مسؤولية الهزيمة العسكرية في حرب الأيام الستة ضد إسرائيل، والتي عُرفت لاحقًا بـ”النكسة”.

وفي خطابه التاريخي، الذي ألقاه بصوت مثقل بالحزن والمسؤولية، تحدث عبد الناصر بوضوح وصراحة إلى الشعب قائلاً:
“لقد قررت أن أتنحى تمامًا ونهائيًا عن أي منصب رسمي وأي دور سياسي، وأن أعود إلى صفوف الجماهير، أؤدي واجبي معها كمواطن عادي.”

أعاد الرئيس الراحل رواية أحداث الحرب، مستعرضًا التهديدات التي سبقت المعركة، والتدخلات الدولية، والمفاجآت الميدانية التي قلبت موازين القوى. تحدث عن الدور الأمريكي والبريطاني في دعم العدوان، وعن التواطؤ ضد مصر وحلفائها العرب. وأشاد بمواقف الدول العربية التي ساندت مصر، وعلى رأسها الجزائر والعراق وسوريا.

كما أكد أن هذه الهزيمة لن تكون نهاية الطريق، بل بداية جديدة لفهم دروس المرحلة، مشيرًا إلى ضرورة إعادة توجيه الموارد العربية وتوحيد الصفوف لمواجهة التحديات. وفي ختام خطابه، دعا إلى تحويل الألم إلى عمل، واليأس إلى أمل، قائلاً:
“إنها ساعة للعمل وليست ساعة للحزن.”

لكن المفاجأة الكبرى جاءت في اليوم التالي، 10 يونيو، حين خرجت ملايين المصريين والعرب في الشوارع مطالبين عبد الناصر بالعدول عن قراره. استجاب عبد الناصر لصوت الجماهير، وتراجع عن التنحي، ليكمل مسيرته السياسية حتى وفاته في 28 سبتمبر 1970.

خطاب التنحي ظل واحدًا من أهم الوثائق السياسية في التاريخ العربي المعاصر، ليس فقط لأنه أتى في لحظة انكسار كبرى، ولكن لأنه جسّد لحظة صدق نادرة من زعيم قرر أن يواجه شعبه بالحقيقة، ويتحمل المسؤولية دون مواربة.

مايسة عبد الحميد

نائب رئيس مجلس إدارة الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى