لماذا يتجنب الرياضيون صفار البيض.. الحقيقة بين الفوائد والتحفظات

كتبت / دنيا أحمد
البيض يُعد من أكثر الأطعمة تكاملاً من حيث القيمة الغذائية، ويعتبر غذاءً رئيسيًا في برامج الكثير من الرياضيين، خصوصًا بياض البيض الغني بالبروتين. لكننا كثيرًا ما نلاحظ أن الرياضيين – خاصة لاعبي كمال الأجسام أو من يتبعون نظامًا صارمًا – يتجنبون تناول صفار البيض. فما السبب؟ وهل فعلاً صفار البيض ضار؟ في هذا المقال، نستعرض الأسباب العلمية وراء هذا السلوك الغذائي، ونفصّل الفروقات بين البياض والصفار، مع توضيح ما إذا كان الامتناع عن الصفار مبررًا تمامًا.

أولاً: ما يحتويه صفار البيض
صفار البيض غني بالعناصر الغذائية، فهو يحتوي على:
• فيتامينات A وD وE وK
• دهون صحية
• الكوليسترول
• مضادات أكسدة (مثل اللوتين والزيكسانثين المفيدة للعين)
• البروتين (بنسبة أقل من البياض)

لكن رغم فوائده، هناك عدة أسباب تجعل بعض الرياضيين يتجنبونه:
1. احتواؤه على الكوليسترول
صفار البيض يحتوي على حوالي 180-200 ملغ من الكوليسترول، وهو ما يثير قلق بعض الرياضيين، خصوصًا من يتبعون نظامًا غذائيًا منخفض الكوليسترول. ورغم أن الدراسات الحديثة تُظهر أن الكوليسترول الغذائي لا يؤثر دائمًا بشكل مباشر على الكوليسترول في الدم، إلا أن الحذر لا يزال موجودًا عند بعض الرياضيين أو الأشخاص المعرضين لأمراض القلب.

2. الدهون والسعرات الزائدة
صفار البيض يحتوي على حوالي 4.5 إلى 5 غرامات من الدهون، مما يزيد من السعرات الحرارية. الرياضيون الذين يسعون لبناء عضل صافٍ أو يمرون بفترة “تجفيف” (Cutting) يفضلون تقليل الدهون قدر الإمكان للحصول على نتائج أدق في نحت الجسم.
3. سهولة استخدام البياض كمصدر بروتيني نقي
بياض البيض غني بالبروتين (حوالي 3.6 غرام لكل بياض بيضة) ومنخفض جدًا في الدهون والسعرات. لذلك، يعتبره الرياضيون وسيلة ممتازة لزيادة كمية البروتين دون التأثير على ميزانية السعرات.

4. بعض الحساسيات أو الأنظمة الخاصة
في بعض الأنظمة الغذائية الخاصة أو لأهداف رياضية دقيقة، يتم تقنين أنواع الدهون، أو تجنب الأطعمة الكاملة لضبط نسب معينة من المغذيات.
ولكن هل هذا يعني أن صفار البيض غير صحي؟
بالعكس، الصفار غني بالعناصر المفيدة، وتناوله باعتدال لا يشكل ضررًا لمعظم الأشخاص الأصحاء. بل إن بعض الرياضيين يتناولونه لأجل فوائده الفيتامينية والدهون الصحية. المسألة تتعلق بالتوازن والهدف الغذائي، وليس بتحريم الصفار بالكامل.

الامتناع عن صفار البيض ليس قاعدة عامة، بل خيار غذائي يُتخذ حسب أهداف الرياضي ونوع التمرين أو الحمية المتبعة. بياض البيض يظل خيارًا رائعًا كمصدر بروتين نقي، لكن صفاره يحمل أيضًا فوائد كبيرة لمن يعرف كيف يستخدمه بذكاء. المفتاح في الرياضة كما في التغذية، الاعتدال والوعي.






