عاجلعالم الفن

“كتاب حياته.. بكى ومشَى” .. في ذكرى رحيل نجم الشجن الشعبي حسن الأسمر

“كتاب حياته.. بكى ومشَى” .. في ذكرى رحيل نجم الشجن الشعبي حسن الأسمر

حسن الأسمر

كتبت / مايسة عبد الحميد

في مثل هذا اليوم، السابع من أغسطس، طُويت صفحة أحد أبرز الأصوات التي عبّرت عن وجع الناس وهمومهم… رحل الفنان حسن الأسمر، صاحب الصوت الجريح الذي غنّى للحزن فبكى معه الملايين، وترك خلفه إرثًا شعبيًا لا يُنسى.

وُلد حسن الأسمر يوم 21 أكتوبر 1959 في حي العباسية بالقاهرة، بينما ترجع جذوره إلى محافظة قنا. ومن بيئة بسيطة خرجت موهبة نادرة، امتلكت صوتًا قادرًا على اختراق الحواجز الطبقية واللغوية لتصل إلى قلوب الناس مباشرة.

بصوته المميز الممتلئ بالشجن، أصبح حسن الأسمر أيقونة الغناء الشعبي، وخلّد اسمه في الذاكرة الجمعية للمصريين عبر أغنيته الخالدة “كتاب حياتي يا عين”، التي تحولت إلى نشيد غير رسمي لكل من عرف الفقد أو الألم.

لم تكن كلماته مجرد أغانٍ، بل حكايات معجونة بمرارة التجربة، وصدق الإحساس، فكان يغنّي وكأنه يحكي عن كل بيت وكل قلب مكسور.

لم يكتفِ الأسمر بالغناء، بل اقتحم عالم التمثيل، وشارك في أكثر من 50 عملاً فنيًا تنوّعت بين السينما والمسرح والتليفزيون، وجسد فيها شخصيات جمعت بين التلقائية والعمق الإنساني.

من أبرز أعماله:

  • أفلام: ليلة ساخنة، بوابة إبليس، امرأة وخمسة رجال
  • مسلسلات: أرابيسك، الزنكلوني، معاش مبكر
  • مسرحيات: بالو بالو، جحا المصري، حمري جمري

كان أداؤه صادقًا، يلامس القلب، ما جعله واحدًا من الممثلين الشعبيين القلائل الذين نجحوا في المزج بين الحضور المسرحي والإحساس الغنائي.

بعد غياب طويل عن الساحة، عاد حسن الأسمر للظهور من خلال إعلان شهير أعاد فيه توزيع أغنيته “كتاب حياتي” بروح جديدة. بدا وكأن القدر يمنحه فرصة أخيرة للقاء جمهوره… لكن المفاجأة كانت قاسية.

فبعد أيام فقط، وتحديدًا في 7 أغسطس 2011، رحل حسن الأسمر عن عمر 52 عامًا إثر أزمة قلبية مفاجئة، تاركًا جمهوره في صدمة لا تُنسى.

في لقاء تلفزيوني مؤثر، كشفت زوجته، السيدة لبنى، تفاصيل الساعات الأخيرة:

“كان نازل يصلي، وقال لابنه ما ينزلش معاه. اتأخر فاتصلت بيه، قال لي بيشتري زبادي وراجع… ولما رجع، لقيت عينه حمرا والتعب باين عليه، لكن كالعادة مهمل في علاج الضغط… الساعة 6 الصبح صحيت على صوته، لقيته بيصرخ وماسك قلبه، خدته على المستشفى، بس الوقت كان متأخر”.

ورغم كل محاولات الإسعاف، أسدل الستار على حياة نجم لن يتكرر.

رغم رفض والده دخوله المجال الفني، إلا أن هاني الأسمر ورث الصوت والموهبة. وفي لحظة عاطفية، فاجأ والده في عيد ميلاده بغناء “كتاب حياتي”، لينال إعجابه ويبدأ مشواره الفني بدعم من نجم رحل جسدًا، لكنه ظل حاضرًا بإرثه.

حسن الأسمر لم يكن مجرد مطرب… كان صوت وجدان الشارع المصري، وصدى أوجاعه. غنّى للحزن بصدق، فظل صوته يُسمع حتى بعد أن سكن.

مايسة عبد الحميد

نائب رئيس مجلس إدارة الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى