من هو صاحب مقولة الدين المعاملة 

كتبت / دنيا أحمد 

مقولة “الدين المعاملة” تُنسب غالبًا إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، لكن الجدير بالذكر أنها ليست حديثًا نبويًا صحيحًا بثبوت الإسناد، أي لم ترد بهذه الصيغة في كتب الحديث المعتمدة مثل البخاري أو مسلم.

لكن معناها صحيح ومتوافق مع روح الإسلام، لأن الدين الإسلامي فعلاً يهتم بالمعاملة الحسنة، والأخلاق، والصدق، والأمانة، والإحسان إلى الناس. وفي أحاديث كثيرة أكد النبي صلى الله عليه وسلم أن حُسن الخلق من أهم صفات المؤمن.

مثلاً، قال النبي صلى الله عليه وسلم:

“إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” — حديث صحيح رواه الإمام مالك وغيره.

يعني باختصار:

مقولة “الدين المعاملة” مش حديث نبوي مباشر، لكنها تعبر عن معنى إسلامي عميق وصحيح.

هل توجد شواهد من السنة أو القرآن بتأكد معنى ان الدين المعاملة ؟ 

أكيد، في شواهد كثيرة من القرآن والسنة بتؤكد إن المعاملة والأخلاق جوهر أساسي في الدين، وده فعلاً يعكس معنى “الدين المعاملة”. هديك أمثلة من القرآن والسنة:

أولًا: من القرآن الكريم

 1- قول الله تعالى:

“وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا”

(البقرة: 83)

– أمر صريح بالكلام الحسن مع جميع الناس، مش بس المسلمين.

 2- قول الله تعالى:

“إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ…”

(النحل: 90)

– الآية دي بتجمع بين العدالة والإحسان، وهم أساس أي معاملة راقية.

 3- قول الله تعالى:

“فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ”

(آل عمران: 159)

– الله بيذكر للنبي محمد أن اللين والرحمة أساس في التعامل حتى مع أصحابه.

ثانيًا: من السنة النبوية

 1- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا.”

– رواه الترمذي، حديث حسن صحيح.

– دليل واضح إن الأخلاق والمعاملة الطيبة دليل على كمال الإيمان.

 2- قال النبي صلى الله عليه وسلم:

“من لا يَرحم لا يُرحم.”

– متفق عليه.

– المعاملة بالرحمة شرط لنيل رحمة الله.

 3- حديث عن الأمانة:

“أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تَخُن من خانك.”

– رواه الترمذي.

– يوضح قيمة المعاملة بالأمانة والصدق حتى مع من لا يحسن إليك.

خلاصة الكلام:

الإسلام مش بس عبادات، بل أخلاق ومعاملات، وده فعلاً بيخلينا نقول بثقة:

“الدين المعاملة” تعبير مختصر لمعنى كبير وغزير في ديننا.