أحمد علي بدرخان.. توفي قبل مشاهدة أخر أفلامه
كتبت / مادونا عادل عدلي
تألق وتميز بإخراج الأفلام الغنائية، وقد اختار نقاد عام 2023 أربعة من أفلامه الغنائية ضمن قائمة أفضل مئة فيلم غنائي مصري، وإن لم يكن منها فيلمه الغنائي دنانير، فيلمه الوحيد الذي ظهر سابقاً في قائمة أفضل مئة فيلم مصري التي صدرت عام 1996.
إنه المخرج الكبير أحمد علي بدرخان الذي ولد في مثل هذا اليوم الموافق 18 أكتوبر عام 1909. وهو من عائلة بدرخان الكردية العريقة اللتي كانت تحكم كردستان و كان جد والده بدرخان بك آخر أمير لإمارة بوتان.
وكان جده خورشيد طاهر باشا أحد القيادات العسكرية الأرناؤوطية الألبانية للجيش العثماني في مصر، وذلك إبّان حكم أبيه طاهر باشا الذي تولّى حكم مصر، واليًا عليها في بداية القرن التاسع عشر.
حصل أحمد علي بدرخان، على الشهادتين الابتدائية والثانوية من «مدرسة الفرير»، وبدأ تعلقه بالسينما وهو في الثانية عشرة من عمره، حيث كان يتردد كثيراً على دار سينما «الكوزمو» بشارع عماد الدين وكان أحد أفلام شارلي شابلن الصامتة أول ما شاهده بدرخان من أفلام، فأعجب به كثيراً وأحب التمثيل من خلاله وبالتالي صمم على أن يظهر على الشاشة
وكانت صداقته بزميل الدراسة «جمال مذكور» والذي يشاركه نفس الهواية سبيلاً لاشباع هواية التمثيل لديه فكانا يترددان على «مسرح رمسيس» باستمرار لمشاهدة المسرحيات وحضور بروفاتها. وفي العام 1930م التحق أحمد بدرخان بمعهد التمثيل الذي أنشأه زكي طليمات إلاّ أنه لم يستمر بالدراسة فيه نظراً لاغلاقه، وبعد حصوله على شهادة الكفاءة الفرنسية التحق بدرخان بالجامعة الأمريكية وشارك في نشاط فريق التمثيل والذي كان الفنان الكبير جورج أبيض تولى تدريبه.
كما أن أحمد علي بدرخان نفسه قد كوّن فريقاً للتمثيل أطلق عليه اسم فريق الطليعة وقام بتمثيل دور البطولة في مسرحية الأديب التي قدمها على مسرح رمسيس.
بعد ذلك إلتحق بدرخان بكلية الحقوق لدراسة القانون تلبية لرغبة والده وفي نفس الفترة بدأ في مراسلة معهد السينما في باريس حيث كانت تصله محاضرات ودراسات في السينما استطاع أن ينشر معظمها في مجلة الصباح والتي أسندت إليه فيما بعد تحرير قسم السينما الأسبوعي فيها وأوفد في أول بعثة سينمائية في باريس في العام 1931م وحصل على دبلوم في فن الإخراج.
كان قد تزوج أحمد بدرخان أربع مرات، في الزيجة الأولى كان متزوجًا من خارج الوسط الفني من كريمة هانم وله ابنتين هم مشيرة بدرخان و ساتيرا بدرخان، ثم تزوج من أسمهان ثم من الممثلة روحية خالد، وكانت السيدة «سلوى علّام»، هي آخر زوجاته حيث تزوجها في العام 1944، والتي أنجبت له «علي»، والذي أصبح مخرجًا سينمائيًا معروفًا وإضافة إلى علي بدرخان، أنجبت له بنتا سماها رقية
أعماله مع نجوم زمن الفن الجميل
وكان قد أخرج علي بدرخان في المجمل أربعة أفلام لأم كلثوم، وتسعة لفريد الأطرش، وثلاثة لمحمد فوزي، وأفلام أخرى متفرقة لنجوم الغناء الآخرين، مما يعني أن الأفلام الغنائية مثلت الجانب الأكبر من مسيرته السينمائية.
وفي أغسطس 1969 لم يشاهد آخر أفلامه “نادية” قبل إرساله إلى باريس للطبع والتحميض، إذا توفي ليلة عرضه في 23 أغسطس عام 1969.