الشعر والأدب

إطلاق كتاب الملخص والسادية للكاتب مقبل العبادي

إطلاق كتاب الملخص والسادية للكاتب مقبل العبادي

إطلاق كتاب الملخص والسادية للكاتب مقبل العبادي
كتاب الملخص والسادية

كتبت : ولاء مصطفى

أطلق على منصة كتبنا للنشر كتاب يحمل اسم «المخلص والسادية»، هو عنوان الرواية الواقعية الصادرة عن منصة كتبنا للنشر الشخصي، تأليف الكاتب مقبل العبادي.
رواية تراجيدية، ومأساة إنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ترى فيها الواقع المجتمعي المؤلم، وتثبت لك صدق رؤية الفيلسوف الوجودي «جان بول سارتر» حين وصف معناة الإنسان في الحياة أنها تكمن في من حوله، بمقولته الشهيرة التي صارت عنوان أحد أعماله الأدبية «الجحيم هو الآخرون»، الشيء الذي صوره وبيَّنه الكاتب «مقبل العبادي» من خلال روايته، لتكتشف أنك تعيش في مجتمع انقسم معظمه إلى قسمين؛ قسم سادي نسبة إلى «الماركيز دوساد» أول وأشهر وأهم من كتب أعمال أدبية يصف فيها أساليب وأصناف التعذيب البشعة التي يقوم بها بعض الأشخاص في حق أشخاص آخرين من أجل الاستمتاع والتلذذ سواء الجنسي أو النفسي، كما أشارت الرواية إلى أن السادية أنواع مختلفة الدرجات، ولكنك ستكتشف أنك محاط بكثير من الساديين، أما القسم الآخر فهم المازوخيين وهم أيضًا أنواع ودرجات، والشخص المازوخي هو الشخص الذي يستمتع بإيلام نفسه على أيدي الآخرين، وما أكثرهم في حياتنا، لتبقى قلة قليلة بيننا أنقياء أصحاء أقويا لا يستطيع أحد أن يصيبهم بهذا المرض أو ذاك، بل هم من يحاولون أن يكونوا مطببين لهؤلاء المرضى من حولنا، لذا يستحق كل شخص منهم لقب المخلِّص، بل وأحيانا الفادي، فهم يفدون غيرهم بأنفسهم من أجل أن يخلصوهم ممن هم واقعون فيه من عذاب هذا المرض أو ذاك، سوف ترى وتعرف كل هذا من خلال أحداث تلك الرواية المثيرة والمخيفة والحزينة أيضًا، فحينما تبدأ في تصفح أوراقها المطوية سوف يمنعك فضولك عن التوقف من أجل متابعة الأحداث المتلاحقة التي سيقشعر لها بدنك من فظاعة الأحداث المؤلمة التي تتعرض لها بطلة روايتنا «روز» طفلة في عقدها الأول، وحيدة والديها، اسمها يدل عليها، فهي وردة رقيقة تمتاز بين الورود بلونها الوردي، وهي أيضًا عطر فواح يجتذب الإحساس، فهي تجسيد لمعنى الرومانسية، إلا أن الحياة كانت تخبئ لها الكثير من الأحداث المؤلمة، بداية من وشاية كاذبة من إحدى أقاربها تسببت في مقاطعة معظم الأقارب لها وتجنبها ونبذها، ثم وفاة جدتها أحب وأقرب الناس إلى قلبها، لتزداد مرارتها بطلب ابن عمها الكبير للزواج منها، رغم صغر سنها وشدة بغضها له، فهو شخص سادي يستمتع بإيذاء الآخرين، ليكون رفضها شديد أمام محاولات ضغط والدها عليها، إلا أن الأحداث المؤلمة لا تتوقف عند هذا الحد، بل حدث لها ما هو أبشع وأسوأ ما يمكن أن تتعرض له أي فتاة في حياتها، حين تتعرض للاختطاف والتعذيب والاغتصاب على أيدي ضباع بشرية، تنهَّشت فيها بكل شراسة وجوع وتلذذ بإشباع ساديتهم المريضة، وتتعقد الأمور أكثر وتزداد حالتها سوءًا عندما يخذلها الجميع حتى أقرب أصدقائها، لتجد نفسها وحيدة أمام مصيبتها دون أدنى تعاطف، وتتحول من ضحية إلى عار وذنب في حياة من تعرفهم، وهنا وعند هذا الحد يتحول الملاك إلى شيطان، وتتحول الرقة إلى شراسة وتنمر، والرحمة إلى جحيم، لتصبح روز وحشًا لعينًا يصب غضبه ويثأر لجراحه وآلامه من كل شخص تقع يدها عليها، لتسأل نفسك هل هي مجرمة أم ضحية مجتمع به الكثير من الساديين المستمتعين بإيلام ضحاياهم حتى الموت، ولكن من لا يموت بسببهم يتحول هو أيضًا إلى مسخ سادي مريض يتلذذ ويستمتع بإيلام الآخرين، فقد انتقلت له نفس العدوى وصار لديه رغبة شديدة في الانتقام مما حدث له، لتجد نفسك أيها القارئ أمام سؤال آخر هل المخلِّص شخص له قدرات خاصة.

سعيد المسلماني

مساعد رئيس تحرير الموقع
شاهد ايضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى