مقالات

احتفال فى يوم أم برٍ كل يوم.. بقلم: د. محمد كامل الباز

احتفال فى يوم أم برٍ كل يوم.. بقلم: د. محمد كامل الباز

احتفال فى يوم أم برٍ كل يوم.. بقلم: د. محمد كامل الباز
ارشيفية

شُرعت الأعياد من أجل إدخال الفرحة والبهجة، الاحتفالات العائلية، تجمع الأهل والأحبة وزيادة روابط الألفة والمودة، لكن لا أخفيكم سرا وجدت فى الفترات الأخيرة أعياد كثيرة اُستحدثت لا أعرف من أين جاءت ولماذا شُرعت، مثل عيد الحب، عيد العمال،… إلخ لكنى سأقف قليلاً مع أحد تلك الأعياد التى تساءلت ما الحكمة منها وهو عيد الأم، نعم الأم هى سبب وجودك، أهم شخص وأكثر شخص اعتنى بك وكان له الفضل بعد المولى عز وجل فيما أنت فيه الان، لاينكر فضلها إلا جاحد، لكن كى لا ندفن رؤوسنا فى الرمال و نتبع عادات وجدنا عليها السابقون.

هل تكمن أهمية الأم فى يوم فى العام تقام فيه الاحتفالات وتغنى لها الانشودات، هل تقدير الأم يتلخص فى تعليق كل منا صورة والدته يوم الحادى والعشرون من مارس فى كل عام، نسمع عن أناس أبعد ما يكونوا عن أمهاتهم ياتون فى ذلك اليوم كى يرضى كل منهم نفسه بهدية لأمه مصبر نفسه عن تركه إياها طيلة العام، إن أعظم عيد للام وأفضل تكريم لها هو اتباع سنة المصطفى والاولين من بعده، فقد أسسوا لنا حق الأم دون أعياد أو مهرجانات.

إن التأمل فى حديث المصطفى حين سئله أحدهم بأحق الناس بحسن صحابته فأجاب أمك ثلاثه ثم أبوك كان يفوق مئات الاحتفالات التى تجرى الان، تجد البنت لا تساعد والدتها تقريباً فى أى شىء فى عمل المنزل ثم تكتب ستورى على الفيس أمى الحبيبة، تجد أحدهم لايزور أمه إلا مرة كل شهر بسبب ضغط العمل ثم يكتب على منصات التواصل كل عام وأنت بخير يا أمى، وتلك ترفع صوتها على والدتها ولا تطع لها أمرا ثم تكتب عيدك يا ست الكل، ما هذا الخلل و الانفصام، الأم موجوده فى كل أيام العام ليس الحادى والعشرون فقط وإلا لتم تكريمها كل لحظة، وهل نحن سنعرف مقدار أمهاتنا أكثر من شرعنا الحنيف الذى لم يوصى باختصار حق الأم فى يوم معين فى العام كى لا يتكأ على هذا ضعاف النفوس ويقضوا حياتهم طيلة العام بعيدا عن أمه ثم يأتي فى يوم واحد يظن أنه ابر الناس، حارثة بن النعمان من أفضل الصحابة الذى بشره المصطفى بالجنة كان يرتب فراش والدته بيده كى يزيل أى حصى من الممكن أن تؤذيها ثم لا يطمئن لهذا فيعيد الترتيب بوجه كى يضمن أن كل الحصى الناعم أيضا تم إزالته!! هل احتفل حارثة بعيد الأم ، محمد ابن سيرين كان لا يأكل مع أمه قط خوفاً منه أن يأكل طعاماً قد اشتهته، لم يروى أن ابن سيرين كان يحتفل يوم الحادى والعشرون بأمه، عبدالله بن مسعود كان يقف لأمه بالماء طيلة الليل خوفاً أن تستيقظ وهى ظمآنه فتجده أمامها بالشراب، لم يحتفل هؤلاء بعيد للأم.

لم يزايدوا ويعلنوا فى الملئ أننا نحب امهاتنا بل كانت الام فى قلبهم لا في أعيادهم، عندما تأملت لماذا أوصانا الشرع دائما ببر الوالدين وحق ومنزلة الأم ولم يجعل لها يوماً كما استحدث الأن، جعلت أفكر ما السبب فى ذلك ولكن سرعان مافهمت، الشرع دائما يبغى النفع العام وعدم الايذاء، ماهو شعور من فقد أمه التى كانت معه منذ أيام وهو يرى الكل على منصات التواصل يتصور ويضع صورة أمه دون أى مراعاة لشعور من فقد أمه، ما هو شعور الطفل اليتيم فى المدرسة الذى فقد حنان الأم وهو يجد كل عام يوم وربما حفلة يحتفل بها اصدقاؤه مع امهاتهم، إن تكرار هذا هو قمة الإيذاء النفسى لمثل هؤلاء لذا لم يخص الشرع الأم بيوم ولكنه أعطى لها ماهو اغعظم من ذلك حيث جعل عقوق الأم من أكبر الكبائر بعد الشرك به؛ الأم لاتحتاج ليوم من حياتك ليصبح عيدا لها بل تستحق كل عمرك يكون تحت قدميها

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى