اسأل جوجل.. بقلم: حمدي رزق
جوجل أو غوغل أو قوقل، هى شركة أمريكية عامة متخصصة فى مجال الإعلان المرتبط بخدمات البحث على الإنترنت، وإرسال رسائل بريد إلكترونى عن طريق جى ميل. واختير اسم جوجل الذى يعكس المهمة التى تقوم بها الشركة، وهى تنظيم الكم الهائل من المعلومات المتاحة على الويب.
لفتنى الدكتور «أسامة الأزهرى»، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، إلى حقيقة غائبة: «محرك البحث، جوجل، صار (سلفى الهوى وإخوانى المزاج)»!!.
وأزيد الأزهرى من الحزن بيتًا، «جوجل» ومثله غالبية محركات البحث، فضلًا عن المواقع الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعى فى الفضاء الإلكترونى، تحت سيطرة الإخوان والسلفية منذ أمد، ولا يزالون مهيمنين هيمنة مطلقة للأسف.
من نافلة القول إن الإخوان تنبهوا إلى خطورة وتأثير محركات البحث فى الفضاء الإلكترونى باكرًا، ونفروا سريعًا لارتقاء هذه المحركات، وأغرقوها بمحرَّرات وكتب ودراسات وأسماء إخوانية، فصارت تنضح بالتطرف والغَوْل، مع استخدامات سياسية من لزوميات خطة «التمكين».
مع الدكتور الأزهرى أن «المواقع السلفية والإخوانية منذ زمن طويل تعمل على أسلوب معين للترويج للصفحات والمواقع الخاصة بهم، ما يجعل تلك المواقع صديقة لمحركات البحث بحيث تتبادر فى الظهور فى النتيجة رقم واحد عند البحث».
ومن ملاحظاتنا أن الإخوان والسلفية لا يروجون فحسب لأفكارهم ورموزهم، بل يعمدون، فى إطار حرب ليست خفية، على تشويه الأفكار الأخرى، وتقزيم الرموز الوسطية. الحرب الإلكترونية ليست خافية، وعلماء الوسطية ممتحَنون. ابحث عن أسماء الإمام الأكبر، مفتى الجمهورية، الدكتور سعد الهلالى، عن الدكتور الأزهرى نفسه، سيُصيبك الفزع الأكبر من هول الفبركات، والتجاوزات، والسفالات، كوكتيل من السباب واللعان والاتهامات للحط من شأنهم وتزوير علمهم.
بات عسيرًا تفكيك القبضة الإخوانية/ السلفية على العقول التى تشكلها هذه المحركات، الإخوان ينفقون على مخططهم الإلكترونى إنفاق مَن لا يخشى الفقر، يخوضون معركة كسر عظم، فليست قضية هوى إخوانى ولا مزاج سلفى، جوجل لا يعرف الهوى ولا ينشر ع المزاج، جوجل فضاء مَن يملؤه يكسب أرضًا ليست له واقعيًّا.
ماكينة الإخوان هادرة فى الفضاء الإلكترونى، وشيوخ الإخوان والسلفية رائجون على المنصات الرقمية، مثلًا، كم صفحة باسم «ابن رشد» مقابل سيل من الصفحات تحض على فقه «ابن تيمية» ولا يتركون «ابن رشد» لحاله، بل يُقلقون نومته الأبدية، وينثرون التراب على منجزه التنويرى.
ولو مد الدكتور الأزهرى الخط على استقامته، فسيُفاجأ بأن الإخوان والسلفيين مهيمنون على وسائل التواصل التى صارت مصدرًا مهمًّا للأخبار.. بل مصدر تناقل الأخبار من حول العالم.. والخبر المصرى على سبيل المثال صار ملونًا، إخوانيًّا أو سلفيًّا.
الأزهرى منشغل بأحوال الشريعة على محركات البحث، تخصصه، ونحن منشغلون بأحوال البلاد والعباد على محركات البحث. عِدّ عشرة أخبار مصرية يوميًّا على المحركات، تصيبك بالاكتئاب، كوكتيل جرائم، وانحرافات، لا يتصدر خبر مصرى جيد هذه المحركات.
الإحصاءات تشير إلى أن فيسبوك مصدر للأخبار بنسبة ٤٤٪، ويوتيوب بنسبة ٢٩٪، وواتس آب ٢٣٪، وإنستجرام ١٥٪، وفيسبوك ماسنجر ١٢٪، وتليجرام ٦٪، وتيك توك ٤٪.. ما حصة أخبارنا ورموزنا المنيرة على هذه المنصات؟.
جرِّب، واسأل جوجل، اكتب العنوان، سيُغرقك مجرور صرف إخوانى، ذو رائحة سلفية نفاذة، متوالية صفحات تنضح بالغِلّ والكراهية، مكتوبة بمداد أسود، وكل الصفحات الأولى المتصدرة غالبًا ما تكون إخوانية أو سلفية.