الثانوية العامة … سنة للضغط وتحديد والمصير .؟.. أم وهم وسوء تقدير..؟
كتب: د. محمد كامل الباز
يطلق عليها السنة المحورية ، أو العقبة ، سنة الحسم ، أو معركة تحديد المصير فيا ترى هل تستحق تلك السنة كل هذا الزخم الاعلامى والاجتماعى ، هل يستدعى الأمر كل هذا الضغط النفسى والشحن المعنوى …؟
الثانوية العامة هى أخر سنين التعليم الثانوى والتى تؤهل مباشرة للالتحاق بالكليات والمعاهد العليا ، توارث الأجيال منذ الصغر أهمية تلك السنة والتركيز فيها ، خرجنا وجدنا آباءنا يغيروا نظام البيت فى تلك السنة بل يبدؤن فى إعداد الأبناء إعداد نفسى من أجل سنة المصير كما يسمون ،بل يصل الأمر أن أحدهم يحول البيت إلى معسكر حربى يرفض إستقبال الأقارب والأصدقاء ،يمنع الزيارات ويقطع صلة الرحم ،بل يمنع الإتصالات وحتى مجرد الخروج من المنزل ،ليس هذا قبل الامتحان بشهر مثلاً أو شهرين ولكنة بمجرد إنتهاء السنة الثانية من التعليم الثانوى ..! ،تجد أباء يسافرون خلف المدرسين ويترجون منهم قبول أولادهم عندهم فى الدروس ، تخيل كل هذا يحدث من أجل سنة ،المعظم يرى أنها عنق الزجاجة ،تغافل الكثير عن تغير المعطيات فى المجتمع ،تغير إيقاع الحياة ،متطلبات الواقع من وظائف وخدمات ،السوق الاقتصادى من عرض وطلب ، تجد الوالد مصمم أن يدخل ابنة أحد كليات القمة مهما كان الثمن حتى لو كان عد الأطباء الأن اكثر من عدد المرضى ،تجد الأم حريصة أن تكون بنتها الدكتورة الفولانية أو الاستشارية العلانية ،حتى لو كان هذا غير مطلوب الان ، أحدهم يصر على دخول ابنة طريق الهندسة وهو يلا يجيد الجمع والطرح اصلا فقط لمجرد أن يساعد خالة فى مكتبة أو عمة فى شركتة . عكف الناس منذ زمن على الإستعداد الرهيب الثانوية العامة ونسيان كل شىء ووضع أبناءهم تحت ضغط رهيب لمدة عام أو اكثر وهو من يخرج يصطدم بواقع جديد لايتناسب مع ذلك الضغط الذى رأى ،سيجد مثلا أن من اصحابة من حصل نصف درجاتة هو الأن فى وظيفة يكسب ضعف مرتبة .
الثانوية العامة سنة مهمة ولكن يجب الاتأخذ اكبر من حجمها فسوق العمل ليس مخصص للأطباء والمهندسين فقط بل العمل متاح لكل المجالات بشرط أن تدخل مجال تحبة وتتقن فية ،نحن لانطلب من الآباء البلادة وعدم الإهتمام وترك أولادهم ،لا بالطبع ولكن نحن ضد الزيادة فى الضغط النفسى الرهيب لتلك السنة الذى كان من نتائجه دخول واحدة فى انهيار عصبى لعدم الإجابة الجيدة فى امتحان ، أخرى تفقد الوعى بسبب الصدمة من اسئلة غير متوقعة ،بل وصل الأمر إلى انتحار أحد الطلاب نتيجة عدم التوفيق فى الإمتحانات ،وكل هذا بسبب الضغط الشديد على الأبناء فى تلك السنة ،حيث أرى أن الاباء يجب ان يتعاملوا مع تلك السنة كأى سنة دراسية ،تذاكر وتعمل ما فى وسعك بدون الاعتكاف والتشنج والبعد عن الحياة ، أيضاً يجب على الآباء إحترام رغبات أولادهم دون النظر لامانيهم الشخصية ،فليس من أجل انك تريد التفاخر أمام أصدقاءك والعائلة أنك والد الطبيب ، تجعل من إبنك شخص محبط ،مضغوط نفسيا ، مجبر على الدخول لدراسة لا يحبها ولا يتقنها، ومن ثم يأتي دور الدولة والهيئات التعليمية التى بدأت تفطن لذلك الأمر حيث تعقد امتحانات قدرات للقبول فى الكليات فليس يكفى فقط أن تحصل على مجموع الكلية لتدخلها بل يجب أن تتوافق مهاراتك وقدراتك مع تلك الكلية ،فليس معقول أن يدخل طالب لايجيد العمليات الحسابية كلية الهندسة ، ومن المضحك أن طالب لايعرف كيف الرسم أن يدخل فنون جميلة ، أحدهم إذا امسك شيئاً بيدة مدة طويلة ارتعشت يداة ويصر ابواة على أن يصبح جراح وهكذا فى كل المجالات .. ليس ضرورى أن تدخل إبنك أعلى الكليات ليكون ناجحاً بل الأفضل ان يتفوق فى مجال يتقنة حتى لو كان أقل ومن هنا اهدأ أيها الأب وأنت أيتها الأم ولا تحملوا أولادكم فوق طاقتهم وتدخلوهم فى معركة نفسية لمدة عام يسبقة شحن نفسى باكثر من ذلك ، اتركوا اولادكم يختاروا طريقهم المتناسب مع إمكانياتهم وقدراتهم مع المراقبة منكم بلا شك ، اعطوا كل شىء حقة بلا إسراف أو مبالغة ،
هى سنة فى إستكمال المرحلة التعليمية ، سنة من أجل الدخول لمرحلة جديدة فى حياتك ،سنة من أجل تحديد قدراتك لأى مكان تناسب ،مجرد سنة تؤهلك للحياة العملية،سنة تساعد فى بناء المستقبل واختيار الكارير ليست لتحديد المصير أو تغيير المقادير