بين منتخب مصر ومنتدى شباب العالم
كتب/ ياسر صحصاح
في مدينة شرم الشيخ يجتمع حاليًّا شباب واعد من مختلف البلدان للمشاركة بمنتدى شباب العالم في نسخته الرابعة، سعيًا لصياغة الأفكار والحلول لعالم ما بعد جائحة كورونا، وقد استقبلتهم مصر بتنظيم مشرف، وإبهار فوق العادة في افتتاح مسرح شباب العالم، مع الحفاظ على الإجراءات الاحترازية بإحكام، ومنذ الساعات الأولى حظي المنتدى بتغطية إيجابية من الصحافة العالمية، كما استقبله الإعلام المحلي باهتمامٍ بالغ.
وفي الكاميرون منتخب مصر لكرة القدم بقيادة مديره الفني (كيروش) ، الذي تخصص في المحافظة على روح الاستفزاز لدى المصريين منذ سنوات ، فاليوم نال هزيمة بهدف مقابل لا شئ ( مع الرأفة )من المنتخب النيجيري في مباراة من طرف واحد ، بينما غاب منتخبنا المصري لأسباب قد تبدو مجهولة للبعض، وواضحة جلية من البعض الاخر.
والأمر الهام في ذلك أن الغالبية المتخصصة تعلم جيدا الأسباب وراء غياب المنتخب الوطني عن مستواه ، رغم أنه صاحب أكثر الالقاب في هذه البطولة ، ودعونا من البحث عن (شماعات) لتعليق أسباب وهمية متكررة في كى مباراة ، كارضية الملاعب والحكام واختلاف درجات الحرارة ، وكثرة عدد المحترفين وغيرها، فكلها شماعات واهية نحاول اقناع بعضنا البعض بها دون أن نقتنع نحن أنفسنا بذلك، فالمباريات بنتائجها ليس الا.
اما ان كان غير ذلك- معاذ الله – فدعونا نعترف بأن مستوى منتخبنا لا يليق بتمثيل اسم مصر .
ولنتساءل على مستوى عشر سنوات ماضية مثلا : ماذا أضاف اللاعبون بجهازهم الفني الذي لايليق باسم منتخب مصر؟ ففي كل بطولة نتحاور ونتناقش بلا جدوى ، وكأنهم بلا اذان يسمعون بها.
مباراة اليوم هى استكمال لدائرة مفرغة وكأن ملايين المصريين لا يوجد بينهم من يستحق شرف تمثيل اسم مصر غير هؤلاء النخبة الواهية..
مباراة اليوم هي تأكيد لمستوى مصر المتدني عربيا في كأس العرب منذ ايام قليلة، وبالمثل فإن ذلك مثال غير مشرف لمستوى مصر السيء إفريقيا.
دعونا نصارح أنفسنا بدلا من إخفاء رؤوسنا في الرمال ، لابد من وقفة حازمة أمام هذا العبث الرياضي ، وأمام إهدار الأموال دون جدوى ، فدائما نمني أنفسنا بالفوز عبر أخطاء الفرق الاخرى، ودائما نحاول انتظار اللحظات الأخيرة يمكن أن يحدث خللا لإحدى الفرق فتصعد مصر على حسابها .
فإما أن نخطط جيدا لفريق يليق باسم مصر والا فلنوفر اموالنا لنستفيد منها في مجال اخر، وكفانا أحلاما على أسماء لا يليق بها سوى أن تلعب مع فرق مراكز الشباب، ويعلم الله اني اكتب تلك الكلمات وانا قي أشد الحزن ، لكن نحن نعبث عبثا لا يليق بمصر ولا باسمها .
لماذا تحولون فرحتنا وسعادتنا بشباب مصر والعالم بالعرس الحالي القائم في شرم الشيخ الى حزن واستفزاز ، كفاكم عبثا فلقد اصبتمونا بالضبط النفسي والعصبي .