مقالات

حمدي رزق يكتب: حديث أرجل الفراخ!

حمدي رزق يكتب: حديث أرجل الفراخ!

حمدي رزق يكتب: حديث أرجل الفراخ!
حمدي رزق

ويجمعها الجاحد جمعًا شاذًا بـ «رجول الفراخ»، تهكمًا على الطيبين من الغلابة ممن أحوجتهم الضائقة، والقدور في البيوت تغلى بماء قراح، فظفروا ببعض منها ليصنعوا منها مرقا وثريدا.. حامدين شاكرين في السراء والضراء، فسخر منهم المهين الذي لا يكاد يبين.

حزين من نزوع نفر من الجاحدين إلى الحط على كرامة المصريين.. هكذا جهارًا نهارًا.. وفى سبيل الكيد والمناكفة مع الحكومة يهتك ستر المصريين على فضائيات الليل وآخره.

السخرية من معاناة المصريين باتت طقسًا إلكترونيًا، ويشمت الذي في قلبه مرض في معاناة الطيبين، ويهينهم وهو يحقنهم بمحاليل الغضب، وهم صابرون قانعون حامدون شاكرون. ونجيب منين ناس لمعناة الكلام يتلوه، ليس هكذا تورد الإبل يا صاح، المصريون تحسبهم يا جاهل أغنياء من التعفف، يكلوها بِدُقة ولا سؤال اللئيم، هذا شعب الأكرمين، فلا تتنطع على أكتافهم، واتَّضِع لمقامهم، وقبّل الأرض من تحت أقدامهم.

عندما تتحدث عن المصريين تأدبْ، أنت في حضرة شعب علّم الدنيا الكرامة والعزة والمحبة والتوحيد، شعب عصىّ على المحن، وياما دقت على الرؤوس طبول، وشعاره الأثير كما قال ابن النحوى «اشتَدَّى أزمَةُ تَنفَرِجى».

هذا الشعب الطيب ترضيه تاخد عينيه، تداويه يدعيلك بالصحة، تستره يتمنى لك الستر، شعب صابر وقانع وغلبان قوى وعاوز يربى عياله، ويستّر بناته، وفى الدنيا منيته أربع حيطان يتدارى فيهم من غدر الزمان، وفى الآخرة حفرة وقطنة وموتة كريمة، وربع قرآن مما تيسر من آيات الذكر الحكيم.

الشعب المصرى لمن خبر معدنه شعب أصيل، من الأصالة، يُعرف الفضل لأهل الفضل، شعب يعرف العيبة ويحترم الشيبة، يميز الطيب من الخبيث، ويحب الحب في أهله، ويستشعر الكُره من أهله، ويأنف الكذابين ويلفظ المتجبرين، وأطاح بالجماعة «الإرهابية» بنفخة من روحه، ولايزال قابضًا على جمر الوطن، صابرًا محتسبًا، وإن جاع وإن تعرّى سماء مصر تظلله، وعناية الله جندى.

شعب يضرب الأمثال جميعًا، نموذج ومثال، شعب راضٍ بالقسمة والنصيب والمقدر والمكتوب، وشعاره «اللى مكتوب على الجبين لازم تشوفه العين»، شعب تفرحه انتصارات شبابه، يرى فيهم حلمه، ويرقص على الطبل البلدى حبًا في أغلى اسم في الوجود، ويقف زنهار تحية للعلم، وتدمع عيناه على أغنية «يا حبيبتى يا مصر».

شعب جميل محب للحياة، وضحكته مجلجلة، يقهقه في وجه الزمان، ويغنى «يا صباح الخير ياللى معانا»، وإن أحب عشق، وإن عشق يعشق جمل، شعب طيب وجدع وكريم، شعب مفطور على الصبر، ولا عمره اشتكى ولا قال آه، يضحك من جوّه قلبه وملء شدقيه، ويسخر حتى من ألمه، وفى شدته محتسب، وفى فرحته مبتهج، ربنا يسعد قلب من يريح قلبه ويؤمن عيشه ويرسم مستقبل أحفاده.

وفى الأخير، شتان بين امتنان الرئيس السيسى لعموم المصريين وشكرهم على تضحياتهم الجسام من أجل مستقبل هذا الوطن، وجفاء نفر من الذين لا يرعوون لعظمة الشعب المصرى.. للأسف، صارت بضاعة البعض من جلدتنا إهانة الطيبين، وكلما أمعنوا في الإهانة والسخرية نالوا جوائز العار، يتترون في وحل أنفسهم، ويُنصّبون أنفسهم قيّمين على شعب علّم الأقدمين.

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى