حمدي رزق يكتب: عهد الوزير.. ووعده
لفتنى الدكتور «رضا حجازى» وزير التربية والتعليم، بعهد ووعد، نصا: «عهد ووعد بأننى سوف استمر بإذن الله فى مسيرة تطوير التعليم».
حسنا تعهد الوزير الجديد، وعد الحر، فخطة تطوير التعليم خطة دولة، ليست ممهورة بإسم سلفه الوزير الدكتور «طارق شوقى» ولم يقل بهذا يوما، كان منفذا أمينًا لسياسات دولة ترنو إلى نقلة تعليمية تأخرت طويلا.
فإذا تغير «شوقى»، والتغيير سنة الحياة، فلأن مطالب التغيير كانت ملحة لتعكر المياه بين شوقى وجمهرة أولياء الأمور، ما عوق خطة التطوير المستدامة.
عدلا وإنصافا، الدكتور «طارق شوقى» جاء يسعى لإصلاح ما أفسده دهر من طرق تعليم ومناهج ومحتوى عفا عليه الزمن، بخطة طويلة الأمد، وكان يعلم إنه يشق طريقا بين جبال من الفساد التعليمى، جملة أمراض متوطنة وسارية،بعناوين مفزعة من دروس خصوصية وغش جماعى، وغيرها كثير.
اجتهد «شوقى» فأصاب وأخطأ، ويكفيه شرف المحاولة، الرجل شاف الأمرين، وتجرع كأس العذاب مذاب فيه كراهية معبأة فى صفحات وجروبات متمترسة فى الفضاء الإلكترونى تبخ سما فى آنية الوزير..
خارطة الطريق التعليمية أبقى من الوزير، ولمن لا يعرف ويهرف بالقول إنها خطة من سيناريو وحوار واخراج «طارق شوقى»، هذا هو الوهم بعينه، هذه خطة دولة توفرت عليها مراجع تعليمية مقدرة كان موقع الدكتور «شوقى» فى القلب منها.
إزاء خطة مستدامة لا تغيير فيها ولا تبديل، وإن تغيرت الوجوه فى وزارة التربية والتعليم، والدليل أن سلفه الدكتور «حجازى» كان نائبه الأول، والمنفذ لمراحل الخطة التى تستهدف تغيير دم النظام التعليمى جذريا.
فرحة مافيا الدروس الخصوصية، وكارتلات الكتب الخارجية، والزغاريد التى تسمع صداها فى جروبات «الماميز»، بخروج «شوقى»، من عجائب الزمن، البعض أدمن الركود التعليمى، والقعود عن إدراك الثورة التعليمية العالمية..
الخوف من التغيير إذا تمكن يفقد البعض جادة الصواب، الخوف وما أدراك ما الخوف، تشعر بقلق دائم وتخشى من المستقبل، يسمونه «رهاب المجهول» وهذا ما صعب مهمة الدكتور «شوقى»، وكأنه كان يسوقهم إلى المجهول، لم يبث «شوقى» فى القلوب طمأنينة مستوجبة، وهذا ما يستبطنه الوزير حجازى.. ويعد ويتعهد باستدامة التطوير.. صادقا.
