حمدي رزق يكتب: فضيحة «حفيد البنا»!
تريثت أسبوعًا، متابعًا تغطية قناة الجزيرة، وقنوات رابعة الإخوانية، ومواقع وصفحات التنظيم الدولى للجماعة الإرهابية لخبر إعلان مكتب النائب العام السويسرى، (يوم الإثنين الماضى)، محاكمة المفكر الإخوانى، «طارق رمضان»، بتهمة الاغتصاب أمام قضاء جنيف.
تجاهلت منصات الإخوان تصريحات المتحدث، «أوليفييه فرانسى»، لوكالة الأنباء الفرنسية، بأن «النيابة العامة تؤكد تقديم لائحة الاتهام، وإحالة (طارق رمضان) إلى المحاكمة أمام محكمة الجنايات بتهمة الاغتصاب والإكراه الجنسى»، مؤكدًا بذلك معلومات سبق أن نشرها التلفزيون السويسرى العام.
وباعتبار «طارق رمضان» مفكرًا إخوانيًّا، (نجل القطب الإخوانى سعيد رمضان)، تخيل من الخيال المحض ما حدث من «طارق رمضان» قد حدث من مفكر أو رمز مصرى، ومتهم بالاغتصاب، كانت هذه المنصات العقورة قد قطّعته إربًا، وسلخت جلده، وسلقته بألسنة حِداد، وطلّعت روحه وروح البلد معاه، مع كوكتيل من الاتهامات والشائعات، وابن علان، ونسيب عائلات فلان، وقريب وزير سابق عصره وأوانه.
الغرض مرض كما يقولون، يتخفون من الفضيحة، ويغطون عليها، عاملين من بنها والجريمة فى جنيف، معلوم أن الدكتور «طارق رمضان» أكاديمى سويسرى، من أصل مصرى، وجده لأمه هو «حسن البنا»، مؤسِّس جماعة الإخوان، ويحمل «رمضان» دكتوراه فى «الفكر الإسلامى»، وكان يعمل محاضرًا فى جامعتى «أكسفورد» البريطانية و«فرايبورج» بألمانيا.
«رمضان» جرى توقيفه سابقًا بتهم الاغتصاب المتعدد، وظل يذهب إلى قسم الشرطة متهمًا مرتين شهريًّا لإثبات الحضور خشية هروبه، وكان رهن السجن الاحترازى فى باريس بتهم اغتصاب أخرى. وفور إطلاق سراحه فى نوفمبر 2018، خضع لرقابة قضائية منعته من مغادرة فرنسا.
إخوان الشيطان يتكتمون الأمر ويخفونه عن قواعد التنظيم، لكن مكتب النائب العام السويسرى كشف الغطاء عن الفضيحة، وذكر أن السيدة المدعية فى هذه القضية، والتى أُطلق عليها فى الإعلام الفرنسى اسم «بريجيت»، اتهمت المفكر الإسلامى، الذى يبلغ من العمر (٦٠ عامًا)، باستدراجها إلى غرفة فندق فى جنيف، مساء ٢٨ أكتوبر ٢٠٠٨، مؤكدة أنها تعرضت لممارسات جنسية عنيفة، مصحوبة بالضرب والشتائم. وتقدمت المدعية بشكوى إلى القضاء فى جنيف، فى إبريل ٢٠١٨، وفتح المدعى العام تحقيقًا فى نفس العام.
المدعية، واسمها الحقيقى «فرانسوا زيمراى»، كانت قد اعتنقت الإسلام، بعد أن التقت بـ«رمضان»، خلال جلسة توقيع كتاب، وتبع ذلك تبادل مراسلات حميمة بينهما على وسائل تواصل اجتماعية. ويوم الحادثة كانت على موعد مع «رمضان» لشرب الشاى (شاى بالياسمين)، (تفاصيل القضية تفكّرك بقضية العبور وبطلها الداعية عبدالله مجانص).
الفضيحة تُرجمت إلى قضية، وهناك فضائح أخرى لـ«رمضان» فى طور التحقيق فى عواصم أوروبية، وخطورتها أنها تلاحق رسول الإخوان إلى الغرب، لذا يوعزون بدعاية رخيصة أنها حرب على الإسلام، دعاية سوداء يسوقها «طارق رمضان» إعلاميًّا فى سياق جريمة قذرة خلاصتها أنه ضحية للمجتمع المعادى للإسلام.
يقول «العنتيل الإخوانى» نصًّا إنه «ضحية جريمة اغتيال تمارس فى حقه منذ سنتين، من قِبَل الصحافة وأجهزة القضاء والمجتمع المعادى للإسلام».
الزج بالإسلام فى فضيحة جنسية تدبير شيطانى ولّفت عليه الجماعة الإرهابية، وباعتباره داعية إسلاميًّا فهو مستهدف، وكأن كل إسلامى مستهدف، حتى حفيد مرشد الإخوان، باعتبار الإخوان والإسلام صنوين، وحفيد المرشد من أهل الطهر والعفاف.