“سد النهضة” الصراعات الاثيوبية تعرقل استكمال السد بعيدًا عن مصر
الصراعات الاثيوبية الحالية تعرقل استكمال “سد النهضة” وتهديد وجوده بعيدًا عن مصر نتيجة وجود العشرات من الجماعات والأقاليم مختلفة الدين واللغة والعادات، والتي تتقاتل فيما بينها للتنافس على الموارد الطبيعية والأرض، حيث أن لها حدود مشتركة خاصًة على حدود الصومال وإريتريا والسودان، مثل إقليم تيغراي الواقع بالقرب من إريتريا، وإقليم أجاودين قرب الصومال، وإقليم بني شنقول قمر يقع بالقرب من الحدود السودانية، والذي يقام على سد النهضة.
وحينما قررت الحكومة الإثيوبية بناء السد في 2011، اعتقدت أنها سوف توحد هذه الجماعات حول مشروع قومي يحقق الرخاء والتنمية لإثيوبيا، وتوجيه اختلافهم إلى قوى إقليمية “مصر” تريد عرقلة المشروع. ولكن تبين لتلك الجماعات في الفترة الأخيرة، عدم رغبة مصر في تحقيق الرخاء لإثيوبيا، ولكنها تسعى للحفاظ على حصتها المائية آمنة خاصًة في سنوات الجفاف، وذلك عندما أعلنت مصر عن قبولها لنقص حصتها من المياه لحين بناء السد طالما أن مياه الفيضانات كافية.
كما زاد سخط تلك الجماعات اتجاه الحكومة الإثيوبية حينما قامت بتهجير “الأورومو، وبني سنقول” من أراضيهم التي يقام عليها سد النهضة ومشروعات أخرى ضمن خطة التوسع التي تريدها الحكومة حول العاصمة أديس أبابا، وذلك بدون دفع تعويضان لسكان هذه الأراضي.
النزاعات بين القبائل
وبالإضافة إلى النزاعات بين القبائل وعمليات التهجير دون تعويضات، فإنه لا توجد شبكة طرق داخل إثيوبيا وخاصة في الطرق المؤدية إلى السد من العاصمة أديس أبابا سوى الطيران، وهو ما يمنع زيارة سكان إثيوبيا للسد، فضلًا عن أن غالبية السكان الذين يعيشون في المناطق المرتفعة والذين يعانون من نقص مياه الشرب، لن يستفيدوا من سد النهضة، لأنها ترتفع أكثر من 2000 متر عن بحيرة السد، غير أنه لن يحقق التنمية الزراعية بدرجة ملموسة بسبب قلة الأراضي المستوية القابلة للزراعة بالري حول السد وخزانه والتي تبلغ فقط 200 ألف فدان- وفقًا للدكتور عباس شراقي، رئيس قسم الموارد الطبيعية بمعهد البحوث والدراسات الإفريقية في جامعة القاهرة، في تصريحاته لـ”العربية.نت”.
وأضاف شراقي أن كل هذه المشكلات ليست وحدها التي تعيق اكتمال السد، حيث أن الحديث الذي كانت تردده الحكومة الإثيوبية حول تصدير الكهرباء المولدة من السد للدول المجاورة، سوف يتكلف مبالغ طائلة تعادل تكاليف بناء سد النهضة، وذلك بسبب عدم توافر شبكة طرق جيدة، كما أن طبيعة الأرض في إثيوبيا والتي تتكون من جبال وانحدارات شديدة وأمطار غزيرة تصل في معظم الأوقات إلى حد السيول، وهو ما يتكلف المليارات لعمل شبكة ربط كهربائي للدول المراد تصدير الكهرباء إليها، فضلًا عدم استفادة معظم الإثيوبيين من كهرباء السد