لقاح كورونا المنتظر بين “البشرى السارة” والأمل.. متى يتم إنتاجه؟
يواصل وباء كورونا انتشاره في دول العالم، توازياً مع تسارع الخطى من أجل إيجاد اللقاح المنشود في سبيل إيقاف الإنتشار السريع لهذا الوباء. وتزايد الحديث في الفترة الأخيرة عن احتمال اقتراب الوصول إلى لقاحات متعددة تكافح الوباء الذي حصد أرواح أكثر من مليون شخص حتى الآن، وقد بثّت هذه الأنباء الأمل في نفوس البشرية التي وجدت نفسها محاصرةً من كلّ اتجاه.
وتأتي هذه الموجة من التفاؤل بعد التصريحات التي أدلى بها مؤسس مايكروسوفت “بيل غيتس” حول إمكانية توفر لقاح مع بداية العام المقبل، إلى جانب تأكيدات منظمة الصحة العالمية لناحية أنّ العمل لتوفر لقاح يجري على قدم وساق.
البروفيسور وائل الهياجنة
وقال خبير الأوبئة البروفيسور وائل الهياجنة لـ”أخبار الآن”، إنّ “الدراسات العلمية والأبحاث الصادرة عن العديد من المؤسسات الطبية والبحثية، تؤكد الإقتراب من إنتاج لقاح لوباء كورونا”، مضيفاً: “من متابعتي للأبحاث العلمية الصادرة في هذا الشأن، فإنّ الدراسات تجري حالياً على إنتاج 11 لقاحاً قد تكون فعالة وناجحة في إحداث الأثر المطلوب”.
وأوضح الهياجنة أنّه “بعد بدء الجائحة من ووهان في الصين، انطلقت المراكز البحثية لتوفير اللقاح المناسب، وأجرت مئات الآلاف من الأبحاث والدراسات لوقف نشاط الفيروس الذي يمتاز بكونه سريع الإنتشار، وهناك دراسات كثيرة فشلت في توفير لقاح لكن دراسات أخرى أعطت أملاً للبشرية في إمكانية القضاء على وباء كورونا الذي يعد الوباء الأخطر في العالم في الفترة الراهنة”.
القاحات تكفي لنحو 60 %
وتابع: “العام المقبل بالتأكيد سيشهد العالم توفر العديد من اللقاحات؛ فالنتائج الأوّلية مبشرة”، مشيراً إلى أنّ كلّ مجتمع يحتاج إلى لقاحات تكفي لنحو 60 % من أفراده حتى يتم تحصين المجتمع من الوباء
وأوضح الهياجنة أن اللقاح يجب أن يترافق مع اتخاذ الإجراءات الوقائية لمنع المرض وإيقافه بشكل نهائي، والمتمثلة في غسل اليدين جيداً بالماء والصابون أو فركهما بمطهر كحولي والاحتفاظ بمساف تباعد اجتماعي آمنة وتجنب لمس العينين أو الأنف أو الفم بدون غسل اليدين، وتجنب السلام باليد والاكتفاء بإلقاء التحية وأخذ قسط كاف من الراحة وتناول كمية كبيرة من السوائل”.
في سياق ذي صلة، أعلن تحالف اللقاحات “غافي” المتعاون مع منظمة الصحة العالمية عن تخصيص مئة مليون جرعة إضافية من اللقاح المستقبلي ضد كوفيد-19 للبلدان الفقيرة.
وفي مطلع أغسطس الماضي، أعلن تحالف “غافي” ومؤسسة بيل وميليندا غيتس التعاون مع معهد “سيروم إنستيتيوت أوف إنديا”، أكبر مصنع للقاحات في العالم لناحية عدد الجرعات، لتسليم مئة مليون جرعة. وستباع اللقاحات بسعر لا يتعدى ثلاثة دولارات للجرعة الواحدة، مع إمكان الحصول على جرعات أكثر.
وكالة الأنباء الفرنسية
وتطوّر هذا اللقاح مختبرات “أسترازينيكا” السويدية البريطانية و”نوفافاكس” الأميركية، على أن تصنع لاحقاً في معهد “سيروم إنستيتيوت أوف إنديا” الذي سيسلمها إلى تحالف أطلقته منظمة الصحة العالمية للحصول على لقاح ضد كوفيد -19 باسم “كوفاكس” (كوفيد-19 فاكسين غلوبل أكسس)، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية.
كما تشير تقارير طبية إلى أنّ عدد شركات الأدوية العالمية التي بدأت بالفعل بالمرحلة الثالثة والأخيرة من التجارب السريرية للتوصل للقاح تجريبي ضدّ فيروس كورونا، هي أربع شركات بعد إعلان شركة “جونسون آند جونسون” في الولايات المتحدة تمكّنها من إجراء التجارب على عشرات الآلاف من المتطوعين؛ حيث يشارك 60 ألف شخص في التجربة التي تعتمد على جرعة واحدة فقط من اللقاج التجريبي.