نائب محافظ الإسكندرية في حوار خاص مع عالم النجوم
إعداد / محمد فخري
حوار / دعاء نصر
السيدة الدكتورة جاكلين عازر نائب محافظ الإسكندرية
رؤية طموحة تقدمها جاكلين عازر طبيبة بدرجة نائب محافظ الإسكندرية يوماً بعد يوم يزيد إعجابنا بشخصية الدكتورة جاكلين عازر “نائب محافظ الإسكندرية”، فهي حقاً شخصية استثنائية وقيادية، لكونها تملك كاريزما وقوة حضور خاصة، كما أنها استطاعت من خلال علمها ودراستها وخبراتها وتمرسها حمل أمانة كبيرة ومسئولية غاية في الحساسية فقد سعت للموائمة بين مسئولية المنصب والسعي نحو الحفاظ على حياة البشر في أشرف مهنة وأطهر رسالة وهي مهنة الطب والتي تسعى من خلالها لضمان سلامة الأفراد والجماعات فصارت من أنجح الأطباء ممن يشهد لها الجميع بالتميز في تخصصها بل وزاد النجاح من خلال قدرتها المتميزة في حل مشاكل المواطنين اليومية والسعي الحثيث نحو بناء مستقبلها كنائبة شابة لمحافظة كبيرة مثل محافظة الإسكندرية.
والآن وقد جمعنا الحوار فهل لي أن أسال سيادتكم عن رؤيتكم حول تجربة كونك نائب محافظ الإسكندرية؟
نعم لقد كانت تلك التجربة فريدة منذ بدايتها وقد حملت في طياتها ثقة كبيرة من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتوثق اهتمام الدولة بمنح الفرصة لجيل من الشباب رغم اختلاف خبراتهم واختلاف تخصصاتهم وقد تم منحنا الفرصة لتولي مسؤولية وظيفة نائب محافظ أو نائب وزير وهذه الفرصة كانت ناتجة من إيمان فخامة الرئيس بدور الشباب وأهمية تمثيلهم في صنع القرار فهم الطاقة التي تستطيع أن تدفع بلدنا الحبيبة مصر نحو الأمام، لقد كانت القدرة على تحقيق التوازن بين المنصب كنائبة لمحافظ الإسكندرية والمهنة كطبيبة أمر صعب لكن في النهاية هي أولويات ومسؤوليات نضعها أمامنا ثم نرتبها بحيث نخرج منها بأفضل الأوضاع سواء كانت تلك المسؤوليات على المستوى الشخصي أو مسؤوليات العمل العام وأعباءه.
القارئ للحوار يتطلع بشغف لمعرفة أطروحة “جاكلين عازر”، حول برنامج “عدم التميز لمرضى الايدز”، كما أنه يتطلع لمعرفة مسيرتك العلمية والعملية من البداية وحتى منحك درجة الدكتوراة فحدثينا عن هذا الجانب المهم في مشوار حياتك؟
-قبل أن أكون نائب محافظ الإسكندرية أنا خريجة (البرنامج الرئاسي-الدفعة الثالثة)، وفي ذلك الوقت كنت أعمل بوظيفة مدرس مساعد في كلية الطب بجامعة الإسكندرية، وقد كان لدي خبرات متباينة في مجال العمل العام سواء من خلال المشروعات التي تم تنفيذها بالشراكة مع الأمم المتحدة مثل مشروع “وحدة الوصم والتمييز لمرضى الإيدز” حيث كان يتم التعامل مع المرضى المصابين مثل أي مريض عادي ولا يوجد ما يوصم به صاحب المرض ولكن الأمر يتطلب قدر كبير من الوعي المجتمعي والتوعية بخصوص سبل انتقال المرض وأساليب علاجه، وبالتالي لم يكن هناك اختلاف في أساليب التعامل مع هؤلاء المرضى وربما لكوني تلقيت الخبرة من خلال تعاوني مع منظمة الصحة العالمية في مشروع مراجعة موقف التطعيمات على مستوى الجمهورية قد أكتسبت العديد من الخبرات المميزة في حياتي، وقد حصلت على درجة الماجستير عام 2015، وتم منحي درجة الدكتوراة عام 2022 ، ولكون المسيرة العلمية هي جزء لا يتجزأ من الإنسان لكونه البنيان المعرفي الذي يكون الفكر ويبني الشخصية.
والعلم بمختلف مجالاته سواء كان في الطب أو الهندسة أو العلوم أي شيء ما هو إلا طريقة للتفكير العلمي وسمة تميز أسلوب الإنسان في تعاملاته اليومية والحياتية، وربما كانت الخبرة المميزة في حياتي تجربة الاشتراك في البرنامج الرئاسي وهو مجموعة من الخبرات التي استطاعت أن تنقلني من الجانب الأكاديمي إلى الجزء المجتمعي وربطه بالجانب السياسي، ودراسة كيف يتم إدارة ملفات الدولة وكيف يتم صياغة الحلول ووسائل دراسة المشكلة ومتابعة الأبعاد الاستراتيجية لها من خلال رؤية عامة أو من خلال إيجاد حل يرضي جميع الأطراف.
لقد كان استحقاك لتقلد منصب نائب محافظ الإسكندرية نابع من كونك تمثلين جيل الشباب ورؤيتهم لمستقبل مصر وقد كان شعارك الدائم هو (رفع كفاءة العنصر البشرى وتنمية مهارات أبناء المحافظة) فهل تحدثينا عن هذا الشعار وأهميته وسبل تحقيقه عمليًا؟
-إن المتأمل لطبيعة الثروة البشرية يجدها تمثل أغلى الثروات وأهم عوامل نجاح منظومة العمل إيقاعها وربما كان أصعب أمر يمكن تحقيقه هو بناء فريق العمل الذي يستطيع أن يتشارك العمل وينجح وربما كان التحدي الأساسي الآن هو عدم نجاح الفرد بمفرده وذلك لكون الفرد لا يملك كافة الملكات والمعارف خاصة في مجال مختلف ومتشعب مثل المحليات، وربما كان الاختلاف نابع من كون وكالة الوزارة تكون محصورة في مجال اختصاص الوزارة، أما الإدارة المحلية فهي متشعبة في كافة الشئون مثل الصحة والتعليم والبنية التحتية والخدمات، وربما كان هذا هو مصدر صعوبة الأمر.
ولهذا يتطلب دور المسؤول دمج الخبرات وجمع الموظفين حوله كجزء رئيسي، وربما كانت التجربة هنا في محافظة الإسكندرية لها خصوصيتها حيث أننا عملنا علي نموذجين مختلفين منهم مركز تدريب العاملين والذي يقدم دورات بشكل مختلف ومتميز والقائمة على تشغيله هي المهندسة “إيمان” وهي التي أقامت المكان وما يقدم من دورات لا يكلف المحافظة أي شيء وذلك لكونها تستعين بالكفاءات الموجودة من بين العاملين، وتنتقي منهم المدربين بالإضافة لكونها تنتقي المدربين ممن يتم إعدادهم في دورات التدريب في مركز سقارة بوزارة التنمية المحلية، وتبدأ في تنفيذ الدورات التدريبية في مجالات مختلفة ومتنوعة ما بين مهارات استخدام الكمبيوتر والمهارات الحياتية مثل تنظيم الوقت والإدارة والذكاء العاطفي والذكاء الاجتماعي بالإضافة إلى الدورات المتخصصة وهي جزء اساسي في صميم العمل سوء كان محاسبة أو قانون أو نظم للإدارة المحلية.
أما النموذج الثاني تمثل في احتياجنا لوجود قاعدة بيانات واضحة وحقيقية ومبنية بشكل علمي منضبط حتي نعتمد عليها في دعم اتخاذ أي قرار ومن هذا المنطلق عملنا على دعم وحدة نظم المعلومات الجغرافية وتوفير مجموعة من الشباب ممن لديهم خبرة في مجال نظم المعلومات الجغرافية والقادرون على توظيف معارفهم وتطويعها لبناء قاعدة بيانات قوية تدعمنا في اتخاذ أي قرار.
ما هي رسالة الدكتورة جاكلين عازر للأسرة المصرية في عيد الأم؟
الأسرة المصرية هي المحور الأساسي الذي تنظر إليه الدولة وتتمحور حوله جميع البرامج والمبادرات وتتضامن في دعمه بوافر المجهودات، ولكون الأسرة المصرية هي المجتمع ككل وهي العنصر الأساسي الذي يقدم لنا الطاقات والمواهب الإبداعية التي تدعم بناء الوطن والمواطن وتحقق الانتماء الذي نحيا فيه ويحيا فينا مع تقدير ما يتم بذله من جهد موجه لخدمة البلد بهدف تحقيق مستقبل أفضل إن شاء الله. وفي النهاية أتقدم بالتهنئة لكل أم وأقول لها كل عام وأنتي بخير .