حواراتعاجل

د. ماجد فرج: عشت معظم سنين طفولتي وشبابي في الإسكندرية

د. ماجد فرج: عشت معظم سنين طفولتي وشبابي في الإسكندرية

د. ماجد فرج: عشت معظم سنين طفولتي وشبابي في الإسكندرية
د. ماجد فرج

 

حوار / دعاء نصر

د. ماجد فرج مثقف ينتمى الى العالم الاكاديمى الجاف .. فجأه نجد كليبا غنائيا اسمه (حبيبى يا اسكندرنى. من غنائه وكلماته يجمعه والمطربة المحترفه رولا زكي ..والحقيقة كان الهاجس الاول لدى تفكيرنا فى إجراء هذا الحوار هو محاولة لفهم ابعاد هذه المغامرة الغنائية-ان صح التعبير -والتى خاضها أحد المثقفين فى إنتاج كليب غنائى كسابقه. يسعدنا ان نسبر اغوارها مع الباحث والمؤلف الدكتور ماجد فرج ونساله بوضوح ان كانت هذه التجربة هى رد فعل على مايسود الساحة الغنائيه. مما يسمى أغاني المهرجانات والعشوائيات من النقد والشجب إلى صناعة وتقديم البديل ؟ هذا ماستعرفه عزيزى القارئ خلال السطور القادمة ..ف إلى الحوار …

س: البروفسور والباحث التاريخى المعروف د. ماجد فرج… قيامك بخطوة غير مسبوقة كباحث ومؤرخ جاد فى إنتاج وتصوير كليب غنائى من أين واتتك الفكرة بدايةً؟

ج: بدايةً أنا عشت معظم سنين طفولتي وشبابي في الإسكندرية وكانت أمتع أوقاتي باقضيها في حي الأنفوشي حيث كان مركز تدريب الكشّافة البحرية التي تدرّجت فيها حتى وصلت لقيادة فريق الكشاف المتقدّم في مجموعة الرواد. وهناك وبالتحديد في شارع الحجّاري كان اندماجي في المجتمع السكندري العريق واجادة اللهجة الاسكندراني بالرغم من أصلي القاهري…
ولكوني فنان “كشكول” مارست معظم مناحي الفنون. قررت على سبيل الطرافة أن أستكمل المشوار بغناء أحد كتاباتي الزجلية التي أظهرت فيها الإختلاف في ال”لغوة” بين أهل القاهرة وأهل الإسكندرية وفي نفس الوقت. أثبت أن هناك أمل في وجود فن غنائي يتعدّى ما يسمّى بالمهرجانات التي لوثت آذاننا بسوقية كلماتها وألحانها…
أخيراً حاولت أيضاً أن أظهر الوجه الآخر لشخصي ال”جاد” في معظم الظروف!!

د. ماجد فرج: عشت معظم سنين طفولتي وشبابي في الإسكندرية
د. ماجد فرج ‘

س: كيف كانت ردود أفعال الوسط العلمي المتابع لأعمالك البحثية فى تاريخ الأسرة العلوية فى مصر عندما استمعوا لهذا العمل الغنائى (حبيبى يا اسكندرانى) بصوتك وادائك؟

ج: في البداية تعجّب معظم متابعي كتاباتي في التاريخ والفكر العام لاعتياد الناس بصفة عامة على أحادية الشخصية وعدم تصورهم وجود وجه آخر لكل عملة… إلا طبعاً أصدقائي المقربين الذين يعرفوا هذا الوجه الآخر المحب للحياة ويجيد الهزار والنكات. والقافية بجانب العمل المضني والبحث الدؤوب ويكتب الشعر والزجل الحلمنتيشي بجانب التأريخ الجاد جداً…

س: أنتجت عملًا وثائقيًا عن فترة حكم أسرة محمد على لمصر هل يمكن ان تحدثنا عن هذا العمل؟

ج: أنتجت مجموعة “ألبومات مصر الملكية” من ١٠ موسوعات مرجعية ضخمة. أعدت فيها توثيق الكثير من ما تم تجهيله من تاريخ مصر الحديثة ثم تبعت ذلك بمجموعة “مصر المحروسة” في ٣٠ جزء كانت تصدر شهرياً. واعتمدت في كل ما نشرته على ثروة ضخمة من الصور والمقتنيات التي حصلت عليها على مدى العمر لإيماني بمبدأ “الصورة خير من ألف مقال”…

د. ماجد فرج: عشت معظم سنين طفولتي وشبابي في الإسكندرية
” د. ماجد فرج “

س: رأيك في الحالة الفنية الغنائية التى تسمى أغاني المهرجانات ومطربيها الذين حصدوا شعبية عالية في الفترة الاخيرة؟

ج: على مدى الذاكرة كان هناك دائماً خطّان متوازيان في الفن الغنائي في مصر…
ففي الوقت الذي غنّى فيه عبد الوهاب “الجندول” و”النهر الخالد” غنّى عبد العزيز محمود “يا شبشب الهنا، يا ريتني كنت أنا” وكنّا نسمع من أم كلثوم “الأطلال” و”سلوا قلبي” في الوقت الذي سمعنا فيه أحمد عدوية يغنّي “السح الدح أمبو” و”كركشنجى دبح كبشه”… والناس أذواق كما يقال… إذن المسألة أو المشكلة حاليًا هي في انعدام الخط الموازي الراقي وترك الساحة للفن الهابط، إذا صح التوصيف…

س”هل تعتقد ان هناك جماهير لهذا النوع الذى يمكن تسميته ان صح التعبير (مهرجانات المثقفين الغنائية) وهل تصلح هذه التسمية فى رأيك لهذا النوع من الاعمال؟

ج: في اعتقادي أنّه على معشر القائمين على الثقافة والفن في بلادنا أن يرتقوا بالذوق العام بدلاً من اختيار الحل السهل “الجمهور عاوز كده”… وهذا موضوع يطول ويتشعب ويمتد… فما آل إليه الذوق العام في الوقت الحالي هو نتاج عشرات السنين من فساد وجهل وانحطاط العديد من من كانوا قائمين عليه… العديد منهم كانوا (ولا يزال بعضهم موجودين في مواقعهم) فاقدين للذوق الراقي فلا يمكن أن ننتظر منهم أن يمنحوه الشعب…

س: كيف تم اختيار شريكة الغناء فى هذا الكليب (حبيبى ي ااسكندرانى) وهل تنتمى إلى عالم الغناء كمطربة معروفة ؟

ج: “رولا زكي” مغنية محترفة وأستاذة موسيقى وفي نفس الوقت إبنة صديق عمر أسطورة فن الإعلان “جلال زكي”… التقينا مرّة في حفل ومن باب الهزار التقطنا صورة هزلية تظاهرنا فيها بالغناء “دويتّو”… مرّت الأيّام وتحولت النكتة إلى واقع!!!

س: الاسكندرية لها النصيب الاكبر فى مخيلة ووجدان د. ماجد فرج فهل لك ان تحدثنا عن خصوصيتها فى مجال اعمالك العلمية منها والادبية ؟

ج: سنوات التكوين التي عشتها في الأسكندرية في أواخر زمان الكوزموپوليتانية كان لها عظيم الأثر على تكوين شخصيتي وتقبلي واستيعابي للثقافات المختلفة…
الإنصهار في بوتقة الأسكندرية المتعددة الجوانب والحضارات كان أساس كل ما أتى بعدها من تجارب في الحياة…

س: في الختام.. رساله مفتوحه يريد ان يوجهها الباحث والمؤرخ د.ماجد فرج للمصريين فى تلك الظروف التى تمر بها المنطقه والعالم؟

ج: هناك أمل…

سعيد المسلماني

مساعد رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى