إحتفالية محافظة الاسكندرية بـ الذكرى 48 لإنتصارات حرب أكتوبر المجيدة

كتبت : دعاء نصر

لم يتحدث عن حرب أكتوبر المصريين فحسب حيث نجد أن رئيس وزراء إسرائيل جولدا مائير قالت في مذكراتها ” لن أشق على نفسي من الكتابة عن حرب أكتوبر 73 ولن أكتب عن الحرب من الناحية السياسية فهذا امرا اتركه للأخرين ولكني سأكتب عنها ككارثة ساحقة وكابوس عشته بنفسي”.

إفتتح السيد اللواء محمد طاهر الشريف محافظ الإسكندرية إحتفالية المحافظة بـ الذكرى 48 لإنتصارات حرب أكتوبر المجيدة، والتي أقيمت بالمسرح الكبير بمكتبة الاسكندرية، وقد حضر الحفل الدكتور عبد العزيز قنصوة رئيس جامعة الإسكندرية، واللواء/ محمود أبو عمرة مساعد أول وزير الداخلية ومدير أمن الإسكندرية، واللواء بحري أ.ح./ إيهاب الشافعي رئيس أركان القوات البحرية المصرية واللواء أ.ح./ فهمي هيكل قائد المنطقة الشمالية العسكرية ومزيد بن محمد الهويشان القنصل العام للمملكة العربية السعودية، وعدد كبير من أعضاء مجلس النواب وكبار الشخصيات والمسؤولين والقناصل العامين بالإسكندرية ولفيف من القيادات الدينية والأمنية والتنفيذية والشخصيات العامة بالمحافظة.

وضمت الإحتفالية حفل موسيقي لكورال جوانا بقيادة المايسترو شريف ياسر وقد شهد الحفل أوبريتات وأناشيد وأغاني وطنية.

تقدم السيد اللواء محمد طاهر الشريف ” محافظ الأسكندرية” بدء كلمته قائلا:
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد الدكتور عبد العزيز قنصوة رئيس جامعة اسكندرية والسيد اللواء محمود أبو عمرة مساعد وزير الداخلية مدير أمن الإسكندرية وكل السادة الحضور كل عام وانتم بخير
بمناسبة الاحتفال بالذكري 48 لانتصارات أكتوبر المجيدة بـ محافظة الأسكندرية
أسعدنا تشريفكم في هذا الحفل الكريم بدءًا من السادة القناصل والسفراء والسادة نواب الشعب والشيوخ والقيادات التنفيذية وكل السادة الحضور من أبناء محافظة اسكندرية الشرفاء.
أتوجه إليكم جميعا بالشكر على مشاركتكم لنا في هذا الحفل
وخير ما أستهل به كلمتي هي آيات من الذكر الحكيم

بسم الله الرحمن الرحيم ” ومارميت إذ رميت ولكن الله رمى” صدق الله العظيم
واولا اتوجه بالتهنئة لـ فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي والقوات المسلحة ولشعب مصر العظيم …

وأضاف الشريف: بهذا الإيمان الشامخ والراسخ لدي رجال قواتنا المسلحة البواسل وعقيدة الأبطال التي قهرت وحطمت أسطورة جيش العدو بهذا الإنتصار الكبير.
السادة الحضور:
فإسمحوا لي بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن الشعب السكندري جميعا ان اقدم التهاني لـ فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية ولكم بجمعكم الكريم بهذا الانتصار الذي أعاد للشعب المصري كرامته وأرضه وأثبت للجميع ان صوت الحق بين عزائم الرجال.

وتقدم الشريف خلال كلمته بتهنئة رجال القوات المسلحة البواسل ” كل عام وانتم بخير” ومصرنا الحبيبة في سلام وأمان لقد أثبتم للعالم مرارا وتكرارا أن القوات المسلحة المصرية علي مر العصور مدى جاهزيتها لتحقيق أكبر وأصعب المهام حربا وسلما.
ويعد نصر أكتوبر من أعظم الإنتصارات للأمة العربية والاسلامية في تاريخها الحديث حيث جسد أصالة شعب مصر وعزائم قواته المسلحة البواسل ولائهم للوطن.

فقد عاد أبناء مصر أمام أعين الجميع تشكيل خريطة القوى في العالم وأصبح الانتصار نقطة تحول في التاريخ. و أكدت هذه الحرب صدق رؤية الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عندما قال ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بقوة. وبالفعل كان من أهم مكاسبها المحافظة على الروح المعنوية لدي رجال القوات المسلحة التي كانت قد تدهورت عقب حرب 67 ولعل أهم نتيجة إستراتيجية للحرب هي تنفيذ الهدف الأساسي.

وكان الرئيس الراحل محمد أنور السادات صاحب قرار الحرب وبطل مبادرة السلام وهو إنهاء حالة اللا حرب واللا سلم في الشرق الأوسط فقد غيرت حرب أكتوبر الفكر ورؤية العالم للجيش المصري بصفة خاصة وللشعب المصري العظيم بصفة عامة.
واود ان أذكر تحية إجلال لشهدائنا ومحاربينا في كل أفرع قواتنا المسلحة الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل رفعة الوطن وسلامة أراضيه كل عام وانتم بخير. ساكينن الجنة محلقين فيها بنصركم و دمائكم التي كانت ولازالت وسوف تزال تاج علي رؤسنا أبدا ما حيينا

كما أستكمل اللواء محمد طاهر الشريف كلمته قائلا:

عندما أتحدث عن تفاصيل وأحداث نصر أكتوبر المجيد أشعر بالسعادة لكوني مصري عاصر لحظات النصر وأن كنت في وقتها صغير السن.
وأكد بأن الحقيقة والسعادة التي أشعر بها عندما تأتي مع كل ذكري لـ نصر أكتوبر.
ولا يشعر بتلك السعادة الا الذي عاش تفاصيلها كاملة، وأيضا نجد الجمال في الإحساس عندما تروي لنا هذه المراحل وطرق الكفاح للشعب العظيم من خلال ابائنا وأجدادنا وأيضا من خلال صناع النصر من أبطال ورجال القوات المسلحة البواسل.

وقد أوضح “الشريف” أن عمره في وقت الحرب كان لا يتعدي الـ7 او الـ 8 سنوات ولكن يروي مدي المعاناه التي كان يعيشها الشعب المصري أثناء الحرب. وسوف تظل كل هذه الذكريات راسخة في الأذهان كأيامنا التي نعيشها في حياتنا الطبيعية كـ دخول مدارس أو صداقات قديمة أو الإلتحاق بالجامعة أو مراحل الزفاف أو مراحلنا الحياتية بشكل عام
ومن أفضل الذكريات التي عشناها أيام حرب أكتوبر
أول يوم وهو عند صدور البيان الأول بـ الراديو كانت أجهزة التليفزيون قليلة جدا في وقتها . وتم إلقاء البيان الأول والجميع كان ينتظر.
مكنتش مصدق لان مرينا بأيام عصيبة في 67 وسمعنا البيانات لم تكن حقيقية بين الشك واليقين وصدور البيان التاني والتالت لم يتوقع ولم يتخيل ما فعله آباؤنا كنا أطفال في هذا الوقت من ما يقرب من 48 سنة كنا بنجري في الشوارع من سعادتنا بتلك البيانات .
وستظل كل هذه الذكريات نبض السعادة عندما نتذكرها أو عندما نرويها لأبنائنا وأحفادنا أو في محافلنا بذكرياتها.

وأكمل خلال حديثه: السعادة التي كان يعيشها ابائنا واجدادنا كنا نراهم يخرجون في الشوارع والسعادة تملأ حياتهم وعندما ننظر اليهم على المقاهي تجد السرور يملأ وجوههم. لحظات لم ولن تنسي تسطر في الأذهان .
البطل في الحرب مش شخص البطل فـ الحرب هي عزيمة وارادة شعب مصر.

نشعر بالسعادة ونسعد عندما نرويها لأننا عشنا لحظات الانكسار بكل أشكالها وتفاصيلها ومعانيها 6 سنوات بين 67 إلى 73 ليس الحضور جميعا مر بها لأن معظمكم حاليا شباب بس دوما نذكرها أيام صعبة ومريرة لأن الانكسار الم ومعاناه.
حتي أتى النصر الكبير لـ أكتوبر المجيد وفرحنا جميعا بكل تفاصيل النصر جيشا وشعبا
وسوف نظل نحتفل ونروي كل تفاصيل انتصارات أكتوبر المجيد لاعوام وأعوام حتي وان صارت بـ الـ 1000 عام
حفظ الله مصرنا الحبيبة وسلمها من كل سوء

وقبل أن أختم كلمتي

أتوجه بالشكر لـ قائد المنطقة الشمالية العسكرية مشيرا إلى أن لديه التزامات شديدة بالقاهرة كان متمنيا حضور الحفل نتقدم بجزيل الشكر له.

شكرا لكم جميعا وكل سنة وأنتم طيبين وأتمنى أن تكون هذه الليلة سعيدة عليكم كما هي سعيدة علينا بأرقي وأجمل الذكريات.
ونتمني من خلال هذه الذكريات أن لا نتخلى عن حبنا لبلدنا وجيشنا وقائدنا أكثر، وأن لا يكون الزمن فعل فعلته وبعدنا عن هذا الحب.

وفي الختام أعرب اللواء محمد طاهر الشريف عن سعادته لتواجده داخل هذا الإحتفال الكبير “كل عام وانتم جميعا ومصرنا بأمان وسلام بإذن الله”

وبعد أن إنتهت كلمة السيد المحافظ قام بتقديم درع المنطقة الشمالية، كما تسلم السيد اللواء محمود أبو عمرة الدرع نيابة عن شهداء الشرطة 73 وتكريم شهداء الوطن الأبرار، مقدما تحية تقدير وإجلال لشهدائنا البواسل الذين قدموا أرواحهم فداء لمصر.

وفي نهاية الحفل تم تكريم فرقة كورال جوانا وعلى رأسهم المايسترو شريف ياسر ثم التقط معهم سيادة المحافظ صورة تذكارية وسط فرحة عارمة وسعادة بالغة.