الحجاب القصير بين الواقع والحكم الشرعي.. توضيح لابدّ منه”

كتبت / دنيا أحمد
في زمن تعددت فيه المفاهيم، وتغيرت فيه المظاهر، أصبح مفهوم الحجاب عرضة للتأويل والتبديل، حتى ظهرت أنماط من اللباس تُسمى حجابًا وهي في حقيقتها لا تمتّ إلى الحجاب الشرعي بصلة، وعلى رأسها ما يُعرف بـ”الحجاب القصير” الذي لا يغطي الجسد كما أمر الله.

ما هو الحجاب الشرعي؟
الحجاب في الإسلام ليس مجرد غطاء للرأس، بل هو لباس كامل يُحقق مقصود الستر والعفاف. وقد بيّن العلماء شروط الحجاب الشرعي، وهي:
1. أن يغطي جميع بدن المرأة عدا الوجه والكفين (عند جمهور العلماء).
2. ألا يكون ضيقًا يُحدد تفاصيل الجسم.
3. ألا يكون شفافًا يصف ما تحته.
4. ألا يكون زينة في نفسه أو باعثًا على الفتنة.
5. ألا يشبه لباس الرجال أو لباس الكافرات.

هل الحجاب القصير يحقق هذه الشروط؟
غالب أشكال “الحجاب القصير” المنتشرة اليوم، كالذي يكشف جزءًا من الرقبة أو الذراعين أو يبرز مفاتن الجسد بسبب ضيقه، لا تتحقق فيه شروط الحجاب الشرعي. فهو قد يستر الرأس، لكنه يُظهر ما أمر الله بستره، وبالتالي لا يُعد حجابًا في ميزان الشريعة.

قول العلماء في ذلك:
أجمع العلماء على أن ستر العورة واجب على المرأة أمام الأجانب، ولباسها يجب أن يكون ساترًا فضفاضًا لا يصف ولا يشف. قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
“الحجاب الشرعي هو الذي يمنع الرؤية، ولا يكون زينة في نفسه، ولا يحدد أعضاء الجسم.”

بين الحكم والواقع:
نحن لا نحاكم النوايا، ولا نتجاهل التحديات التي تواجهها المرأة المسلمة اليوم، من ضغوط المجتمع، ووسائل الإعلام، والرغبة في المواكبة، لكن لا بد من التمييز بين ما هو حجاب شرعي، وما هو مجرد مظهر غير مكتمل.
رسالة للمرأة المسلمة:
أيتها الأخت الكريمة، الحجاب ليس قيدًا بل هو شرف، وهو عبادة قبل أن يكون عادة. فاحرصي على أن يكون حجابك خالصًا لله، مستوفيًا لشروطه، طاعةً لله وطلبًا لرضاه، فإن الدنيا فانية، وما عند الله خير وأبقى.
في الختام فـ الحجاب القصير لا يفي بالغرض الذي شُرع لأجله الحجاب، وإن كان خطوة في الطريق، فالخير في الاستمرار والتدرج نحو الكمال، دون تزييف للحقائق. فلنكن صادقين مع أنفسنا، ولنجعل مرضاة الله هي الهدف والميزان.






