الحسد.. مرض القلوب ودواؤه في الإيمان والرضا

كتبت / دنيا أحمد
الحسد من أمراض القلوب الخفية التي قد لا يراها الإنسان في نفسه بسهولة، لكنه إن استقر فيها أفسدها وأفسد علاقتها بالناس وربما حتى بالله عز وجل. فالحاسد يعترض في قلبه – دون أن يشعر – على حكمة الله وعدله في توزيع الأرزاق والنعم، وكأن لسان حاله يقول: “لماذا ليس لي مثل ما عنده؟”.

وقد جاء التحذير من الحسد في القرآن الكريم صريحًا، في قوله تعالى: “ومن شر حاسد إذا حسد” [سورة الفلق: 5]، وهو استعاذة بالله من شر الحاسد إذا أظهر حسده وعمل بمقتضاه. كما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا يجتمع في جوف عبد الإيمان والحسد.” [رواه النسائي]، للدلالة على أن الإيمان الكامل لا يستقر في قلب ممتلئ بالحسد.

فكيف نحمي أنفسنا من الحسد؟
1. الرضا بقضاء الله وقدره: فمن آمن أن الله هو الرزاق الحكيم، رضي بما قسمه له، وسعد بما عند غيره دون أن يتمنى زواله.

2. ذكر الله والاستعاذة به: خاصة قراءة المعوذتين، والفاتحة، وآية الكرسي، فهي حماية من شرور الحاسدين والعائنين.
3. الدعاء للناس بالبركة: إذا رأيت نعمة عند أحد، فقل: “اللهم بارك له”، فإن الدعاء يطهر القلب ويزيدك أجرًا.

4. التفكر في نعمك الخاصة: كل إنسان عنده ما يميزه، لكن الحاسد لا يرى إلا ما ينقصه، فليتفكر كل منا في نعم الله عليه، وسيجد أنه أغنى مما يظن.
5. محاسبة النفس وتزكيتها: الحسد لا يُعالج إلا بمجاهدة النفس وتطهير القلب، وسؤال الله أن يبدله حبًا للخير للناس.

إن القلب المؤمن لا يعرف الحسد، بل يفرح لفرح الناس، ويحزن لحزنهم، ويتمنى الخير للجميع. فلنجتهد في تربية نفوسنا تربية إيمانية نقية، ونغلق أبواب الحسد قبل أن يفسد قلوبنا وأعمالنا.






