الشيخ رضا نصر الدين يكتب.. خطورة ظلم المرأة في الميراث
في بعض المجتمعات ليس للمرأة حق في الميراث بحجة أنها وزوجها لم يعاونا الوالد في تحقيق هذه الثروة التي تورث , أو أن المال لا يجب أن يذهب لشخص غريب عن العائلة ( المقصود الزوج ) ! , وإذا اعتراف الذكور بحق الإناث فإنهم يقومون بدفعه لهم نقود فقط ولا يسمحون للسيدة أن ترث عقارات ! , كما أنهم يقيمون العقارات كما يريدون وليس بالسعر الجاري
وهذا التصرف لم يقتصر على مجرد حرمان وارث من ميراثه وأكل الحرام , بل تعدى هذه الكبيرة إلى الاعتراض على تشريع الخالق عز وجل ورد حكمه , واتهامه سبحانه بالظلم ! وهذه جريمة قد تخرج صاحبها من الإسلام , يقول الله تعالى
“تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ ” {النساء: 13-14}
السيدة التي تتخلى عن حقها في الميراث وتتركه لأخيها الذي يغتصبه بدون رضاها مشاركة له في الإثم والجرم لأنها بذلك تكون :
1-خالفت أمر رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا قَالَ تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ. رواه البخاري
2-خالفت أمر رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” من رأى منكم منكرا فليغيره “
3-ارتضت بالسلبية المخالفة لشرع الله والتي تصد غير المسلمين عن الإسلام فغير المسلمين الذين لا يعتقدون في وجود إله للكون يعتبرون الدين مخدر للبشر ويجعلهم متخاذلين عن استيفاء حقوقهم في الدنيا لأنهم سيأخذونها في الآخرة , وهذا التخاذل لم يأذن به الله وليس في شرعه فقد شرع الله حدود الجرائم في الدنيا ولم يكتفي بالجنة والنار كجزاء في الآخرة .
4-ساعدت أخيها وسهلت له ارتكاب عدة كبائر :
– كبيرة أكل الحرام
– كبيرة الاستطالة على الضَّعِيف
– كبيرة الســـــــرقة
– كبيرة الظلم والبغي
فلتحرص الأخت المسلمة على حقها وإن بذلت الجهد والوقت والمال وعانت في سبيل ذلك إرضاء لله ولعدم تفشي الظلم في المجتمع , ونصرة للظالم بمنعه من الظلم وبمنعه من طلب رزقه الذي قدره له الله من أبواب محرمة ولتثق تماما أنه لن يحدث قطيعة رحم كنتيجة لطاعتها لله , إنما ذلك من تلبيس الشيطان لصد المسلمين عن دين الله
وفي بعض الأحيان تقوم السيدة بترك ميراثها لأخيها ولا تطالبه بشيء حرصا على علاقتها الطيبة به , وخوفا من أن يغدر بها زوجها ويطلقها أو يطردها عند ذلك تلجأ لأخيها الذي يتعاون معها في هذه الحالة
-الواقع المرير الآن يقول – أن الأخ في هذه الحالة ( في الغالب الأعم ) لن يرعى مصالح أخته بما يرضي الله بل سيقوم بمصادرة كل أملاكها لصالحه , ويمنحها وظيفة خادمة لزوجته وأولاده بلا مقابل سوى ما تسمح لها زوجته به من طعام وملابس !
– الأخ الذي يشترط على أخته التنازل عن حقها له مقابل حسن معاملتها لا يستحق أن تتنازل له أخته عن أي شيء , ولا يستحق اعتباره أخ .
– رزق السيدة ليس عند الزوج ولا عند الأخ بل عند خالقها سبحانه