العارف بالله طلعت يكتب : توصيات القمة العربية
تحت شعار “لم الشمل”، اختتمت القمة العربية التى احتضنتها الجزائر على مدار يومين، بحضور رؤساء دول وغياب ملوك وأمراء ورؤساء دول عن القمة.وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد وجه رسالة للمجتمعين أعرب فيها عن استعداد بلاده للتعاون مع دول الجامعة العربية “بهدف توطيد الأمن على المستويين الإقليمي والعالمي”.
إن القمة العربية نجحت في تحديد مسارات العمل العربي المشترك وأصبحت تمتلك آليات عمل خاصة حيث أنها ركزت على قضايا هامة ومنها “القضية الفلسطينية”ومسارات العمل العربي المشترك ومسارات التوجهات العربية والوقوف أمام التحديات والمخاطر التي تواجهها الدول العربية.
القمة العربية نجحت في نقل رسائل وجود النظام الإقليمي العربي في مواجهة التحديات والمخاطر التي يفرضها هذا النظام في هذا التوقيت، مع الحرص بطبيعة الحال على مواجهة التحديات والمخاطر التي تواجهها هذا النظام الأمن أوسطي”.
القمة العربية قمة هامة رغم أنها عادية لكنها تجري في نطاقات عربية مهمة وسيكون لها تبعاتها السياسية والاقتصادية وبطبيعة الحال مخرجات القمة وتوصياتها في غاية الأهمية نتيجة عدم توقفها على مسار واحد
القمة ناقشت بالفعل كل القضايا بصورة أو بأخرى سواء دعم الأشقاء ووحدة الدول العربية سواء في سوريا وليبيا وأيضا في مؤسسات العامة للعمل المشترك فهي قمة تبني عليها سياسات واستراتيجيات محددة في الفترة المقبلة
وضرورة بناء تكتل عربي منيع يحفظ المصالح العربية المشتركة مع تحديد الأولويات والتركيز على مجالات العمل المشترك، وضرورة الإسراع في القيام بإصلاحات جذرية عميقة وشاملة لمنظومة العمل العربي المشترك.
وانعقاد القمة رسالة هامة للعالم خاصة بعدما خرجت تحت شعار قمة لم الشمل قمة التجدد والوفاق في خضم التداعيات الجيوسياسية والأزمات بالمنطقة.
وكان قد أعلن قادة الدول العربية التزامهم بمبدأ الحياد من الصراع الروسي الأوكراني.
وشدد البيان الختامي لقمة جامعة الدول العربية المنعقدة في الجزائر العاصمة على “الالتزام بمبدأ الحياد والموقف العربي من الصراع في أوكرانيا”.
وأعربت القمة عن “التضامن الكامل مع الشعب الليبي ودعم الجهود الهادفة لإنهاء الأزمة الليبية من خلال حل ليبي-ليبي يحفظ وحدة وسيادة ليبيا”.
وأكد القادة العرب التمسك بمبادرة السلام العربية بكافة عناصرها لحل القضية الفلسطينية، والترحيب بإعلان الجزائر للم الشمل الفلسطيني.
وشدد البيان الختامي على ضرورة تقوية الجامعة العربية لتمارس دورها في حل الأزمات، لافتا إلى ضرورة مواصلة الجهود لحماية القدس.
والتضامن الكامل مع الشعب الليبي ودعم جهود حل الأزمة سلميا. ودعم الحكومة الشرعية في اليمن، ودعم الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي في اليمن وفق المرجعيات المعتمدة مع التشديد على ضرورة تجديد الهدنة الإنسانية كخطوة أساسية نحو هذا المسار الهادف إلى تحقيق تسوية سياسية شاملة تضمن وحدة اليمن وسيادته واستقراره وسلامة أراضيه وأمن دول الخليج العربي ورفض جميع أشكال التدخل الخارجي في شؤونه الداخلية.
كما دعا الدول العربية للقيام بدور جماعي قيادي للمساهمة في جهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية ومعالجة كل تبعاتها السياسية والأمنية والإنسانية والاقتصادية، بما يضمن وحدة سوريا وسيادتها ويحقق طموحات شعبها ويعيد لها أمنها واستقرارها ومكانتها إقليميا ودوليا.
فيما رحب البيان بتنشيط الحياة الدستورية في العراق بما في ذلك تشكيل الحكومة والإشادة بجهودها الرامية إلى تحقيق الاستقرار والتنمية الاقتصادية، وتجسيد آمال وتطلعات الشعب العراقي، مع تثمين النجاحات التي حققها العراق في دحر التنظيمات الإرهابية والإشادة بتضحيات شعبه في الدفاع عن سيادة البلاد وأمنها.
وجدد التضامن مع لبنان للحفاظ على أمنه واستقراره ودعم الخطوات التي اتخذها لبسط سيادته على أقاليمه البرية والبحرية.
وجدد إعلان الجزائر الالتزام بمضاعفة الجهود لتجسيد مشروع التكامل الاقتصادي العربي وفق رؤية شاملة تكفل الاستغلال الأمثل لمقومات الاقتصادات العربية وللفرص الثمينة التي تتيحها، بهدف التفعيل الكامل لمنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى تمهيدا لإقامة الاتحاد الجمركي العربي. وضرورة توحيد الجهود لمكافحة الإرهاب والتطرف بجميع أشكاله وتجفيف منابع تمويله.
والعمل على تعبئة المجتمع الدولي ضمن مقاربة متكاملة الأبعاد تقوم على الالتزام بقواعد القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة؛كما دعت القمة العربية للالتزام بمبدأ عدم الانحياز في الأزمة الأوكرانية الروسية.
وأشاد البيان الختامي بمبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي أطلقتها السعودية، معلنا تأييد الدول العربية لاستضافة السعودية لمعرض إكسبو 2030.
وعقب انتهاء أعمال القمة العربية في الجزائر، أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان استضافة المملكة للقمة العربية المقبلة.