العارف بالله طلعت يكتب : مظاهر عيد الأضحى في سلطنة عمان
يستقبل المسلمون في هذه الأيام عيدا من اعز أعيادهم وهو عيد النحر “عيد الأضحى المبارك ” حيث يقف المسلمون على عرفات ملبين مهللين ومكبرين . ثم يضحون فرحين مسرورين بنعمة الإسلام والعبادة .
ويأتي عيد الأضحى عقب إسداء نعم عظيمة للمؤمنين وإحياء ذكريات خالدة في حياة الأمة الإسلامية.
ويتم الأستعداد للعيد بعد دخول العشرة الأيام التي تسبق العيد ابتداء من الحادي من ذي الحجة يبدأ الأهالي أفرادا وجماعات بالاستعداد لاستقبال العيد باقتناء ما يحتاجونه من مأكل وملابس وأثاث وأواني ومستلزمات أخرى وتنظم بالولايات والقرى المجاورة لأجل ذلك الحلقات ( الهبطات) حيث يلتقي البائعون والمستهلكون بيعا وشراء لمختلف السلع والخدمات كما تصنع في البيوت الأكلات والمشروبات الخاصة بالعيد وتتعاون نساء القرية فيما بينها لإنجاز المهام في الوقت المناسب وتشاهد الابتسامة والفرحة في وجوه الجميع وخاصة الأطفال . وتقام في الهبطات سباقات الخيل والهجن والفنون الشعبية ويقيم أبناء القرية مأدبة غداء جماعية لكافة الوافدين إليها من أبناء القرى والبلدان المجاورة .
أفراد المجتمع .وفي فجر أول أيام العيد تجهز العرسية الخاصة بالعيد المكونة من الأرز ولحم الضأن أو الغنم الصغير السن ليجتمع حول مائدتها مجموعة أسر بهدف لم الشمل أو لم للأسرة الواحدة أن كانت أسرة كبيرة ويتم تناولها بعد صلاة الفجر والبعض يتناولها قبل صلاة الفجر مباشرة والجميع يتهيأ بعد ذلك للسلام والتحية والتهنئة بالعيد وينقسم أفراد المجتمع إلى فئتين فئة تفتح مجالسها لاستقبال المهنئين وفئة أخرى تطوف بمجالس القرية ويبدأون وهم في طريقهم إلى مصلى العيد بأقرب مجلس إلى سكناهم بحيث يلتقي الجميع بالوقت المحدد بمصلى العيد الموجود خارج القرية وهو الموقع الذي لم يتغير منذ مئات السنين في كثير من القرى . وأثناء توجه المهنئين إلى المجالس العامة أو الخاصة مصطحبين معهم أطفالهم يبادر أصحاب المجالس وبعض من جلاسهم بإعطاء الأطفال العيدية التي ينتظرها الجميع بكل شغف . كذلك تخرج إلى هذا الموقع فرق الخيالة وفرق الفنون الشعبية ومن رغب من فتيات ونساء القرية والباعة المتجولون بهدايا ومستلزمات الأطفال . وبعد التأكد من حضور معظم من يتوقع حضورهم تقام سنة صلاة العيد متبوعة بخطبتها المأثورة بعد ذلك يبدأ الفرح الجماعي بالعيد بسباق الخيل والفنون الشعبية وإطلاق الرصاص وتقام مباريات لإصابة الأهداف الموضوعة على التلال المجاورة ( ضرب الشبح ) وقبل منتصف النهار يعود الجميع إلى المجالس العامة بركابهم وخيلهم أو مترجلين بفنونهم الشعبية من رزحة وعازي وزفين لتبادل المزيد من التهاني واستقبال أو زيارة من لم يتمكن من الحضور إلى الصلاة ومن أبناء القرى والبلدات المجاورة كما تبدأ بعد ذلك الزيارات الأسرية وخاصة لكبار السن وتصبح طرقات القرية مزدانة بحركة الأطفال والفتيات المتوشحين لأفضل الأزياء العمانية الأصيلة وتخرج من ردهات المجالس والمنازل نكهة القهوة العربية والحلوى العمانية .
مظاهر العيد:
وفي اليوم الثاني من العيد يقوم الأهالي بعمل المشاكيك واستقبال المهنئين من المناطق والقرى البعيدة وتملأ أجواء القرية روائح وأدخنة المشويات واللحم المقلي كذلك يبدأ مساء هذا اليوم إعداد الشواء وإعداد الحفر التي سيتم دفن الشواء فيها حيث ينقسم أبناء الأسر إلى فرق عدة كل يقوم بدوره لإنجاز المهمة على خير ما يرام ويأخذ اللحم المعد للشواء من كل بيت في أوعية خاصة تسمى الجلة مصنوعة من سعف النخيل حيث يغلف اللحم بورق الموز اليابس المرطب بالماء ثم يضع كتلا داخل الجلة التي يتم إغلاقها بإحكام كما تضع كل أسرة علامة خاصة لا تتأثر بالنار على الظرف الذي يحتوى على جزئها من اللحم حتى لا يختلط مع نصيب الآخرين عند إخراج الشواء من الحفرة وبعد تكامل الحضور المتوقع يتم رمى الجلل داخل الحفرة بعد التأكد من أن ضراوة وقوة النار بها كافية لإنضاج ما بتلك الجلل من لحم بعد ذلك يتم الدفن والتأكد من أن الحفرة مغلقة تماما وأن الحراة بها مخزنة لا تتسرب من أي نقطة وإلا فإن هناك احتمال بأن لا تتم عملية الإنضاج ويكون كل الشواء بداخل الحفرة أو جزء منه نيئا بعد إخراجه قبيل ظهر اليوم التالي .
وفى العيد يسارع الناس إلى تبادل التهاني بقدوم العيد ويتصالح المتخاصمون لكي يتجدد الشعور بأنهم أمة واحدة