اقتربي من ابنتك حب لا خوف تُزهِر العلاقة

كتبت / دنيا أحمد
العلاقة بين الأم وابنتها هي واحدة من أعمق الروابط الإنسانية، لكنها لا تولد دائمًا مكتملة، بل تنمو بالتفاهم، وتزدهر بالحب، وتشتد قوة بالثقة والاحترام المتبادل. في زمن تتسارع فيه التغييرات وتكثر فيه الضغوط، تصبح الحاجة إلى علاقة أم-ابنة قائمة على الحب لا الخوف، وعلى القرب لا الأوامر، أمرًا ضروريًا لصحة الطرفين النفسية والعاطفية.

قرب الأم من ابنتها لا يعني فقط الرعاية وتلبية الاحتياجات اليومية، بل يعني أن تكون ملاذها، ومستودع أسرارها، ويدها التي تمسك بها حين لا تعرف الطريق. عندما تُربّي الأم ابنتها على أساس أنها شريكة حياة لا فقط طفلة صغيرة، تبدأ الطفلة تشعر بالأمان في أن تحب، أن تُخطئ، أن تتحدث بصراحة، وأن تكبر بثقة.

وعلى الجانب الآخر، حين تدرك الابنة أن أمها ليست فقط من يضع القوانين، بل من يحتويها عند الضعف، ويشجعها عند الفشل، ويستمع لها دون حكم، تنشأ علاقة مليئة بالمحبة والطمأنينة، لا بالخوف والتردد.

الحديث اليومي، الضحك المشترك، تقبّل الاختلاف، ومشاركة اللحظات الصغيرة… كلها تفاصيل تصنع علاقة جميلة تُبنى على الألفة لا الهيبة، وعلى الاحترام لا التسلّط.

فالأم التي تختار أن تكون صديقة لابنتها، هي أمٌّ تبني جدارًا من الثقة يصعب أن تهدمه الحياة. والابنة التي تقترب من أمها بقلبٍ صادق، تضمن لنفسها حضنًا لا يخون، وصوتًا لا يغيب.






