القلب المجنح ينبض بالنور على جبل الطور لدلالة الإتصال بين السماء والأرض
كتب: د. أحمد مقلد
“تحيا مصر تحيا الإنسانية يحيا شباب العالم”، نعم هي كلمات صدرت من فخامة الرئيس السيسي لتصير شعاراً، وتعبيراً عن صدق توجه الدولة المصرية بقيادة فخامته للتوجيه نحو الشباب فهم سواعد بناء الأوطان، ومن يدعمون الترابط الإنساني بين شعوب العالم خاصة جيل الشباب فهم قادة العالم القادمين، ورموز النجاح والعطاء بجهدهم وتميز فكرهم وتطور أدائهم، وكان التوجه لجيل الشباب سببه تعزيز الحوار والنقاش حول قضايا التنمية، وتوثيق رسالة السلام من أرض السلام، إلى العالم أجمع، لذا كان الكلام من القلب والي القلب.
ولكون القلوب تنبض بحب الوطن فلم يغب عن الرئيس السيسي أن يتحدث عن شواغل الشباب التي تضمن لهم الحياة فقد نوه سيادته، عن مجموعة نقاط مهمة منها سد النهضة ووضح سيادته أن ما نحتاجه هو الوصول إلى اتفاق قانوني يضبط قواعد الملء والتشغيل للسد، وذلك مراعاة لشواغلنا ودعماً للتنمية، كما أجاب فخامة الرئيس السيسي إلي أن فكرة وجود تأشيرة موحدة للدول الإفريقية قد تتحقق، ولكن ربما هو أمر متقدم علماً بأن مصر كانت خلال رئاستها للاتحاد الافريقي داعمة للتنمية والبناء ووضع اتفاقات تجارية بين الدول، لذا فان أشكال التطوير في العلاقات مع الأشقاء في أفريقيا متنامية، وتابع الرئيس النقاش حول مشاغل الأشقاء في أفريقيا نحو التغيرات المناخية، والتي تتزامن مع وجود قمة لمناقشة هذا الأمر في آخر العام الحالي، ومن خلال مجموعة المفاوضين من الأشقاء في إفريقيا وذلك بهدف التنسيق حول إيجاد فرصة خلال هذا المؤتمر للحديث عن الدول الأكثر تضرراً والتي تحتاج للدعم من أجل تجاوز أي أضرار ناجمة عن التغيرات المناخية.
ولكون النصب التذكاري لإحياء الإنسانية هو عمل فني فريد، والهدف منه التأكيد علي فكرة تقبل الآخر وتقديم يد العون للجميع لذا فقد تم توحيد مقاييس التنفيذ للقطع الفنية المكونة للنصب التذكاري بهدف التأكيد على تساوي حقوق الإنسان في كل مكان مهما كنت الاختلافات في الدين والجنس والعرق والثقافة، وتم اختيار القلب كرمز للإنسانية، وتم اختيار شكل الدائرة لتوزيع القلوب داخل النصب التذكاري وذلك لتأكيد فكرة الوحدة، والتعادل من خلال وضع القلب المصري بموقعه في المنتصف بين قلوب العالم للدلالة على دور مصر ومكانتها فقد ربطت الحضارات معاً، وقد تم التوافق علي أن يقوم فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بوضع النموذج المجسم لقلب مصر، وبمجرد وضع القلب في مكانه يتم إضاءة باقي القلوب المحيطة في إشارة مهمة للعالم، وكانت دلالة اختيار موقع إقامة النصب التذكاري عند نقطة مرتفعة تجعل النصب أقرب للسماء ويحتضنها جبل طور سيناء وتطل على المدينة.
وتجدر الإشارة إلى أن قلب مصر هو القلب الوحيد الذي لم يغلفه إطار زجاجي كباقي القلوب وذلك تلبية لطلب جمعية حلم لذوي الاحتياجات، في ترك أحد القلوب مفتوحة بدون تغطيتها حتى يتمكن المكفوفون من لمسها ورؤيتها بإحساسهم، وقد تم تلبية هذا الأمر من خلال ترك قلب مصر بدون تغليف، لكون فكرة النصب تتحدث عن الإنسانية لذا لا يمكن تجاهل رغبة أي شريحة من شرائح المجتمع في أن يلمسوا القلب ويدركوه بشعورهم، وتجدر الإشارة إلى أن قلب مصر كانت فلسلفة البناء الشكلي له قائمة على فكرة حفظ القلب خارج الجسد أثناء التحنيط عند القدماء المصريين، وذلك تعبيراً عن البعث والحياة مرة أخرى، كما أنه قد تم إضافة جناحاً للقلب وذلك للتعبير على الحرية، فقلب مصر هو القلب المجنح.
ومن كل ما سبق يتضح أن الدولة قادرة على تنفيذ رؤيتها في دعم الشباب، وتوثيق فكرهم ودعم رؤيتهم من خلال النقاش ومراعاة الاختلافات، والمتغيرات التي تتزامن مع ظروف الحياة ولكن تظل الحياة حلوة ومليئة بالبهجة وتظل الدعوة للعيش في عالم خالي من الأحزان والألم والحرب، فالإنسانية سابقة والحياة تتطلب المسئولية للتعايش وتحقيق السلام ونشر الحب والإخاء وبالطبع فإن مصر قد صدرت الفكرة ووجهت النظر نحو الهدف لتكون الفكرة نابعة من مصر السلام وعلي أرض السلام وبحضور الشباب والقيادات للتأكيد ان الهدف واحد والسعي دائم لتحقيق معايير الإنسانية وضمان حقوق التعايش الأمن وتحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر.
