رشوان توفيق.. فنان بمئة وجه ومسيرة ذهبية من المسرح إلى الدراما

تقرير / دنيا أحمد
يُعد الفنان رشوان توفيق أحد أبرز الوجوه في تاريخ الفن المصري، ممن جمعوا بين الموهبة الصادقة، والتنوّع في الأدوار، والتفاني في العمل الفني. وُلد في حي السيدة زينب العريق بالقاهرة عام 1933، وتخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية حيث حصل على درجة البكالوريوس في التمثيل والإخراج، ما مهد له طريقًا مميزًا في عالم المسرح والدراما.
بدأ رشوان توفيق حياته العملية مع نشأة التلفزيون المصري، حيث عمل أولًا كمدير استوديو، ثم كمساعد للمخرج كمال أبو العلا في برنامج “من الجاني؟”. لم يكن طموحه مقصورًا خلف الكاميرا، بل تقدم لاختبار المذيعين ونجح، ليبدأ تقديم البرامج، ومنها انطلق إلى التمثيل المسرحي والدرامي.

انضم مبكرًا إلى فرقة مسرح التليفزيون، وشارك في أولى عروضها بمسرحية “شيء في صدري” من إخراج نور الدمرداش، كما عمل أيضًا مع فرق المسرح القومي، مسرح الحكيم، والمسرح الحديث، مقدمًا أعمالًا مميزة منها: “الشوارع الخلفية”، “ثورة قرية”، و**“بيت الفنانين”**.
رغم قلة مشاركاته في السينما، برز رشوان توفيق كممثل بارع، ونال جائزة التمثيل كدور ثانٍ عن فيلم “جريمة في الحي الهادئ” للمخرج حسام الدين مصطفى.
منذ أواخر السبعينات، تفرغ للعمل في الدراما التليفزيونية، حيث قدم مجموعة من أبرز الأعمال التي ما زالت محفورة في الذاكرة، مثل:
“أبنائي الأعزاء شكرًا”، “الأيام”، “محمد رسول الله”، “الشهد والدموع”، “الزيني بركات”، و**“لن أعيش في جلباب أبي”**.
امتاز بتقديم كافة الأنماط الدرامية؛ من الكوميديا إلى التراجيديا، ومن الأدوار الاجتماعية إلى الدينية، حتى عُرف بأنه احتكر الأدوار الدينية في فترة من فترات الدراما الرمضانية، إلى جانب إبداعه في تجسيد شخصية الرجل الصعيدي في أعمال مثل: “الضوء الشارد، ”والليل وآخره”.

وكان له ظهور مؤثر أيضًا في أعمال تاريخية مثل “سليمان الحلبي”، ومؤخرًا شارك في مسلسل “بره الدنيا” عام 2010، إلى جانب أميرة العايدي، شريف منير، وزيزي البدراوي.
رشوان توفيق فنان لم تسرقه الأضواء بقدر ما ملأها بحضوره المتزن، وأخلاقه الرفيعة، ومسيرته الحافلة التي تُعد مرجعًا في التمثيل والالتزام الفني.
التكريم والاعتراف بمسيرته:
لم تغفل الساحة الفنية والثقافية عن تكريم قامة بحجم رشوان توفيق، فقد نال خلال مسيرته الطويلة العديد من الجوائز وشهادات التقدير من جهات رسمية ومؤسسات فنية وثقافية، تثمينًا لعطائه الفني وإنسانيته الفريدة. كما تم تكريمه في مهرجانات عدة، أبرزها مهرجان القاهرة للدراما، والمهرجان القومي للمسرح، حيث أُشيد بدوره في إثراء الدراما المصرية والمسرح الوطني.

لكن التكريم الأجمل والأصدق، كان دومًا في محبة الجمهور له، وتقديرهم لصدق أدائه وسمو أخلاقه، حتى أصبح “أبًا روحيًا” للأجيال الجديدة من الفنانين، ومثالًا يُحتذى في الالتزام والإخلاص للفن والإنسانية.






