مقالات

حمدي رزق يكتب: ” الإبراشى” يرحمه الله

حمدي رزق يكتب: ” الإبراشى” يرحمه الله

حمدي رزق يكتب: " الإبراشى" يرحمه الله
الاعلامي حمدي رزق

«إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا وإنا بفراقك يا وائل لمحزونون».

ستتحول الذّكرى لقاموس يحتوى أقسى كلمات الفراق والشجن والدموع ويبقى الموت حاضرًا فى كل الأوقات. (من مأثورات الفيسبوك فى الفقد والرحيل)،

كنت أنتظر عودته من رحلته العلاجية التى طالت، فغادرنا (إذ فجأة) إلى السماء، سبحان من له الدوام.

لم أظفر من (ابن عمرى) بمكالمة أخيرة، ولا حتى بوداع، قطع بنا الجميل «وائل الإبراشي»، وغادرنا فى سلام.

الموت علينا حق، «فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ» (الأعراف/ ٣٤)، لكن الفراق صعب، صعب علينا أن نفترق على مفترق الطرق دون كلمة وداع والدموع فى العيون.

وهن العظم منى واشتعل الرأس شيبا والأحباب يغادرون فى صمت، كأنهم اتفقوا على الرحيل دون حس ولا خبر، تركونا نلعق مرار الصبر، وألم الفراق.. «وعد الجروح يا قلم واحسب جروحى كام.. واجمع عليها الآلام اجمع.. وقولى كام».

وتكر السنون كر المسبحة بين أصابع ناسك، ويتمناها موتة حنينة بلا ألم.. أصل الألم يثخن الروح، تتألم.. تتعذب، معلوم الدور علينا، أنتم السابقون ونحن إن شاء الله لاحقون.

رحيل صديق العمر (الإبراشى) صدمة تخلف فجيعة تحرك الدمع فى المحاجر الجافة من كتر البكاء، فليربط الرحيم على قلوب مفطورة من قسوة الرحيل..

مهنيا شهادتى مجروحة فهو ابن وَفىّ لمدرسة عريقة، جمعتنا «روزاليوسف» فى الصبا الباكر بعد أن طبعتنا صحفيا، وإنسانيا، كانت ضحكته دوما تسبقه، يشعرك بالبهجة والسرور، وتغتبط لمقدمه، ويغتبط لرؤيتك، ومهما طال الغياب، تشعر بحضوره، وكأنه كان بالأمس، وليس ببعيد.

لا أزكيه، لكن كان (الإبراشى) من يومه لامعا كمحقق صحفى استقصائى من طراز رفيع، وتحقيقاته تحتفظ بها صفحات «روزاليوسف»، والرجوع إليها يحيلك إلى محقق واع ومدقق ومدرك يمتلك أدواته جميعا.

وإعلاميا نبغ (الإبراشى) وسيطر على الشاشة الصغيرة بأداء تميز بالرقى والذكاء، والإمساك بعناصر التشويق، لكنه لم يحد عن طريق الوطن، سالكا طريق التنوير فى مواجهة طيور الظلام دون خشية أو وجل.

لا تستغرب نعيق بوم الإخوان على شجر تويتر.. ياما (الإبراشى) بشجاعة أوجعهم، وجدع أنوفهم الفطساء، وعرى عريهم، وضبطهم بالجرم المشهود إرهابا وتآمرًا وعمالة.

خونة خوان خائنون، فهم شامتون، وويل للكذابين يفترون على الراحلين الوطنيين الكذب.. لا خلاق لهم ولا عهد ولا أمان، (الإخوان فعلًا ملهمش أمان)..

مكتوب علينا أن نودع الأحباب تواليا، واللى مكتوب على الجبين لازم تشوفه العين، ونحتسبه (الإبراشى) عند الله، ونطلب له الرحمة والمغفرة، ونتذكر كيف كان راقيا حتى فى خلافاته، ذكيا فى تحقيقاته، نابها فى كتاباته، مهضوما فى ظهوراته، لم يعرف عنه سوى كل الخير، محبوبا من أقرانه، حسن المعشر، أنيق المظهر بشعر فضى، يحب الجمال، كان (الإبراشى) جميلا خلقا وخلقة.. يرحمه الله ويطيب ثراه.. آمين.

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
شاهد ايضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى