مقالات

حمدي رزق يكتب: كمّلوا نوم!!

حمدي رزق يكتب: كمّلوا نوم!!

حمدي رزق يكتب: كمّلوا نوم!!
حمدي رزق

الدكتور «جاد القاضى»، رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية، أعصابه فولاذية، متوالية زلازل السنة الأخيرة أورثته هدوءًا غير طبيعى، يرصد زلزالًا الساعة ٣:٠٧ صباحًا بقوة 6.6 على مقياس ريختر، وبهدوء يهمس: «اطمنوا وكملوا نوم، لا داعى للخوف الزلزال انتهى..»!!.

وطار من عينى النوم، ولم يغمض لى جفن بعدها، وظللت أُحَوْقِل وأدعو بدعاء الزلزلة «اللهمَّ يا خفى الألطاف نَجِّنا مما نخاف».. بت أخشاها، أقصد الزلازل، «آه كم أخشى غدى هذا» (من كلمات أغنية «أغدًا ألقاك»).

عجبًا، تصحو على هاتف مفاجئ فى أنصاص الليالى، يورثك قلقًا على قلق: حسيت بالزلزال؟

تطالع صفحتك على الفيس فيصدمك حديث الزلزال، وتقلّب «تويتر» يصيبك التوتر من كثافة التغريدات المتواترة المتوترة.

حديث الزلزال يسرى، توارى حديث الوباء ليوم أو بعض يوم، وتداول نشطاء موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» نكاتًا لطيفة تجسد شعورهم بزلزال قوى، أحدهم مبالغةً وقع من فوق السرير، يعالجون قلقهم بالسخرية من زلزال الفجر، ويمزحون، أجمل حاجة فى الشعب المصرى سخريته من الكوارث، ومواجهته الأقدار بقلب جامد!.

الطيبون يعالجون الخوف بدعاء الزلزلة، ويحدثك رجل صالح فى برنامج صباحى: نعم، ينبغى ألا نخاف إلا من الله تعالى، ومع ذلك فإننا نلتجئ إليه لينجينا من الشرور.

قلق المصريين له ما يبرره، خبروا الزلازل، زلزال ١٩٩٢ وقع إذ فجأة كالصاعقة، فى يوم ١٢ أكتوبر عند الساعة الثالثة و٩ دقائق عصرًا، وكان مركزه السطحى «دهشور» على بعد ٣٥ كيلومترا إلى الجنوب الغربى من القاهرة.

المقارنة طبيعية، قوة زلزال الفجر 6.6، مقارنة بزلزال العصر الشهير الذى سجل 5.8 درجة على مقياس ريختر، لكن زلزال الفجر يبعد ٤١٥ كم عن «دمياط» على عكس زلزال العصر فى «دهشور» فى قلب الأراضى المصرية، واستمر لمدة نصف دقيقة تقريبًا، مما أصاب معظم بيوت شمال مصر- القديمة منها- بتصدعات، وبعضها تهدم، استعاذة.. الله لا يعيدها أيام قاسية.

والسؤال: هل دخلت مصر عصر الزلازل؟ هل صارت داخل حزام الزلازل؟

وماهية الزلازل، إن الزلازل تشابهت علينا.. جيولوجيًا، الهزَّة الأَرْضِيَّة، وهى ظاهرة طبيعية، عبارة عن اهتزاز أو سلسلة من الاهتزازات الارتجاجية المتتالية لسطح، تحدث فى وقت لا يتعدى ثوانى معدودة، والتى تنتج عن حركة الصفائح الصخرية فى القشرة الأرضية، ويسمى مركز الزلزال «البؤرة»، يتبع ذلك بارتدادات تدعى أمواجًا زلزالية، وهذا يعود إلى تكسر الصخور وإزاحتها بسبب تراكم إجهادات داخلية للأرض نتيجة لمؤثرات جيولوجية ينجم عنها تحرك الصفائح الصخرية. وينشأ الزلزال كنتيجة لأنشطة البراكين أو نتيجة لوجود انزلاقات فى طبقات القشرة الأرضية.

الدكتور القاضى جاد جدًا يقول: «ما يحدث فى شرق البحر المتوسط طبيعى ومتوقع، وعلينا أن ندق جرس الإنذار من خلال اتخاذ بعض الإجراءات، ولهذا تم إطلاق دليل استرشادى لمواجهة الزلازل لتقليل الخسائر قدر الإمكان، حال حدوث زلزال»!.

خلاصته: يُقال سخريةً: زلازل مصر طيوبة، من الطيبة، تهزنا فحسب لنفيق.. لكنها لا تُخلّف أثرًا.. وكمّلوا نوم.

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى