مقالات

حمدي رزق يكتب: تحياتي لقداسة البابا

حمدي رزق يكتب: تحياتي لقداسة البابا

حمدي رزق يكتب: تحياتي لقداسة البابا
حمدي رزق

خلال حضوره قداس عيد الميلاد المجيد، بكاتدرائية «ميلاد المسيح» بالعاصمة الإدارية، وجه الرئيس تحياته لقداسة البابا تواضروس الثانى قائلًا: «تحياتى لقداسة البابا اللى بكن له كل احترام وتقدير». لا يمرر الرئيس احتفالية عيد الميلاد دون عطفة قلبية لقداسته، ويوصى المسيحيين بالبابا خيرًا، وكل ميلاد يلفتنا إلى محبة البابا، قبلها فى عيد الميلاد السابق يقولها: «تقديرى لقداسة البابا، وربنا يديك الصحة، وبشكرك على اللى فات واللى جاى»، وقبلها وفى عيد الميلاد السابق عليه، يوصى المسيحيين فى قلب المصريين بجملته التى صارت مثلًا: «خلوا بالكم على البابا». 

ما بين الرئيس والبابا محبة خالصة، راكزة فى النفوس الطيبة، محبة فى الله، وفى حب أغلى اسم فى الوجود، وهذه المحبة تصب فى نهر المحبة الذى يجرى رقراقًا فى أرض المحروسة، ترفده بماء عذب يروى العطشى إلى ماء المواطنة.

ترجمة أعلاه لخصها الرئيس فى كلمة عميقة المعنى، يقولها: «مخزون ورصيد المحبة بين المصريين بيزيد يوم تلو الآخر، وهذا أمر يُوضع فى الاعتبار»، رسالة لكل «هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ»، والمعنى قرآنيًا، كثير العيب فى الناس، والطعن فيهم بالغيبة والاستهزاء، ويمشى بين الناس بالنميمة، بقصد الإفساد بينهم، وإلقاء العداوة والبغضاء. محبة الرئيس للبابا ترجمتها كلماته الموجزة الطيبة، ولو سمح الظرف فى القداس السعيد لكان الرئيس استفاض فى ذكر مواقف البابا ودوره الوطنى فى ثورة ٣٠ يونيو العظيمة، وما تلاها من أحداث جسام استوجبت وقفة رجال، «كنا رجالة ووقفنا وقفة رجالة».

زيارة الرئيس لكاتدرائية «ميلاد المسيح»، تهنئة بعيد الميلاد، تترجم روحًا طيبة تسرى، وغبطة بالميلاد تعبق الأجواء، وإحساسًا عارمًا بالمحبة،، و«على الأرض السلام.. وفى الناس المسرة».

الرئيس السيسى حسمها مبكرًا بإرادة سياسية نافذة، من أول عيد ميلاد فى ولايته استحث الخطى نحو الكنيسة، لم يلتفت وراءه لإرث بائد من الرفض المبطن بالكراهية، فضَّل السباحة فى نهر المحبة، فأحبه شعبه، وفى القلب منهم شعب الكنيسة.

الرئيس ضرب مثلًا.. وما غرسه فى الأرض من محبة ينبت ورودًا ذات رائحة عبقة، المحبة تفوح، ونهر المحبة يفيض على الشطآن. راجعوا سيل التهانى بين المحبين فى عيد الميلاد، حاجة تشرح القلب، فعلًا قرب حبة تزيد محبة، وعلى طريقة طيب الذكر «محمد عبدالمطلب»، «يا اهل المحبة إدونى حبة من سعدكم». المحبة بالمحبة، والرئيس ومجمل القيادات السياسية والروحية تسبح فى نهر المحبة، ومصر وطن المحبة والرحمة، والمحبة عنوان المسيحية، والرحمة عنوان الإسلام، ومتى امتزجت المحبة بالرحمة كان الغرس خصيبًا، والقطوف دانية.

الرئيس يؤسس للمواطنة على قواعد المحبة والرحمة، ويبنى المساجد والكنائس، ولو فيه يهود لبنى لهم المعابد، والمعابد كما المساجد والكنائس تحظى برعاية رئاسية إعمارًا وترميمًا، ويصرح الرئيس بذلك محبة، وفق منظومة أخلاقية وإنسانية راقية. السيسى ابن الجمالية، ابن البلد الطيبة، يعود البابا وشعب الكنيسة فى عيد ميلاد السيد المسيح، عليه السلام، ويعود الإمام الأكبر الدكتور الطيب أحمد الطيب فى مولد النبى، صلى الله عليه وسلم، لا يفرق بينهما فى المحبة. السيسى يُهنئ الشعب المصرى جميعًا فى رمزية قياداته الروحية، ويُنزل القادة الروحيين منازلهم، يضرب مثلًا فى الحفاوة بالعلماء والرهبان والقسيسين، اتباعًا لتعاليم القرآن الكريم: «وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ» (المائدة/ ٨٢).

 

 

 

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
شاهد ايضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى