مقالات

حمدي رزق يكتب: «يا نحكمكم يا نقتلكم»

حمدي رزق يكتب: «يا نحكمكم يا نقتلكم»

حمدي رزق يكتب: «يا نحكمكم يا نقتلكم»
حمدي رزق

30 يونيو تهل علينا، تُذكرنا بما نسينا أو تناسينا، وفرصة لتذكير المنقلبين والباحثين عن دور، وهم مَن جبنوا أمام غائلة الإخوان، وعصروا الليمون، وأكلوا الزيتون، كانوا يختانون وطنهم فى المضاجع الإخوانية، والآن يستأسدون فى منافيهم البعيدة، على رجل محترم حمل رأسه على يده وقدمه قربانًا وفداءً للشعب المصرى.

لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو فضل، ولو لم يكن للرئيس السيسى من فضل سوى انحيازه للإرادة الشعبية التى تجسدت فى (٣٠ يونيو)، ملايين فى الشوارع والحارات والقرى والكفور، لكفاه.

ولو لم يثبت شجاعة أمام الإرهاب الإخوانى فى «رابعة والنهضة» لكانت مجازر بشرية على النواصى، ولولا إعلانه البيان التاريخى يوم (٣ يوليو)، فى رهط من الرموز الوطنية، لكان للسفينة العتيقة إبحار آخر، كانت ستبحر فى بحر من الدماء.

ولا ينسى منصف قولته فى سطوة الإخوان وصلفهم وتجبرهم على الناس: «تُقطع يد مَن يمدها عليكم»، قالها وهو وزير لدفاع مصر وحارس بواباتها وحدودها، فى مواجهة جماعة إرهابية عالمية، هددته على لسان نائب مرشدها «يا نحكمكم يا نقتلكم».. فأخرسه السيسى بكبرياء المقاتل، وخرج يلبى زئير شعبه فى الميادين مستمدًّا من الطيبين قوة لا تزال تدفعه إلى الآن لاستكمال بناء مصر العظيمة، حلمًا متجسدًا، مصر قد الدنيا، خروجًا من كهف الإخوان، وخلاصًا من ربقة حكم المرشد.

أزاح السيسى فى قلب شعبه الاحتلال الإخوانى البغيض، أحسن الاختيار فى لحظة فارقة، انحيازًا لثورة شعب مصر، برز فى الميدان شديد العَرِيكة، صُلْبًا، شديد النَّفْس، أبِيًّا، من شيم المصريين الأصلاء.

الرجل دفع ويدفع ثمن وقفته الشجاعة فى وجه الإخوان، ولن ينسى الإخوان للسيسى خلعهم من سدة الحكم، كانوا قاب قوسين أو أدنى من إعلان خلافتهم المزعومة.

للأسف، البعض تحت وطأة ظرف سياسى واقتصادى واجتماعى متخلف عن السنوات العجاف، ينسى لهذا الرجل هذه الوقفة العظيمة، ويمارى ويذهب إلى إنكارها، فذكِّر، فإن الذكرى تنفع المصريين فى أيام ثورتهم العظيمة.

توفرت الأسباب، قائد عظيم، فى شعب عظيم، فى وطن عظيم، كانت ثورة عظيمة، ولولا نجاح ثورة الشعب فى ٣٠ يونيو لكانت مصر كلها فى السجون، مصر كانت فى طريقها لتكون سجنًا كبيرًا، والقوائم كانت مُعَدة، قوائم للسياسيين، والإعلاميين، والصحفيين، والقضاة، وكل رموز مصر كانت قاب قوسين أو أدنى من السجن، ولكن أكثرهم لا يعلمون، ومَن يعلمون للأسف ينكرون، ويرسمون أدوارًا ما كانت لهم ويتوهمون بطولات فى فضاء أنفسهم.

لنتخيل شكل مصر إذا- لا قدَّر الله- فشلت ثورة 30 يونيو، لكان مرشد الإخوان علق كثيرًا من رموز هذا البلد الأمين على أعواد المشانق تحت سفح المقطم، ما كان مُعَدًّا إخوانيًّا كان انتقامًا رهيبًا، والكتائب الإخوانية التى تجمعت من كل فج عميق معتصمة فى رابعة والنهضة، كانت ستطلق علينا جحافل عقورة تهلك الحرث والنسل، ولوقع زلزال عظيم، ولدخلت المحروسة نفق حرب أهلية مخلّفة بحورًا من الدماء.. وكان فضل الله على الجيش عظيمًا، منع الحرب الأهلية، وحافظ على الحدود.

تخيل لو فشلت، لكان السيسى تحديدًا قد لقى «جزاء سنمار»، لكان محكومًا عليه، يواجه مصيرًا لا يتمناه رجل لنفسه وأهله، لكنه لم يتولَّ يوم زحف الشعب إلى الميادين، ولم يؤثر السلامة، ولم يخشَ إخوانًا ولا أمريكان.

المخطط كان رهيبًا، تكالبت علينا الكلاب واستعر شرّها، معلوم، أنفق الإخوان إنفاق مَن لا يخشى الفقر، ولا يزالون، لإجهاض ثورة شعب، ولكن الله قيّض للمحروسة جيشًا حاميًا، وعناية الله جندى.

 

 

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى