حمدي رزق يكتب: كشف الهيئة
فيها حاجة حلوة، حضور الرئيس السيسى، القائد الأعلى للقوات المسلحة، «كشف الهيئة» مفاجأة تسر القلب، وشباب زى الورد المفتح يتألق أمام الرئيس، تقليد بديع، يفتح النِّفس، تحس أن مصر كلها فرحانة فى «عيون أم تنط منها الفرحة» لقبول ابنها فى الجيش، ما شاء الله تعبت وسهرت وربت «أسد» يلتحق بعرين الأبطال.
أوصى الـرئيس السيسى الطلبة الجدد المتقدمين للالتحاق بالكليات والمعاهد العسكرية، بـأن يكونوا قدوة لجميع أبناء مصر، باعتبارهم جـزءًا أصيلا من شبابها، تتواصل بهم مسيرة العطاء لمصر وشعبها العظيم، متمنيًا لهم كل التوفيق والنجاح لاجتياز مرحلة الاختبارات لينالوا شرف الالتحاق بالمؤسسة العسكرية المصرية العريقة.
شرف لو تعلمون عظيم، الالتحاق بالقوات المسلحة المصرية يعنى أن تنذر روحك فداءً للوطن، وأن تستبطن نصرًا أو شهادة، وتيمم وجهك للعلم، وتقسم على حماية العرض والأرض.
قسم يزلزل الجبال، «أقسم بالله العظيم، أن أكون جنديًا وفيًا لجمهورية مصر العربية، محافظًا على أمنها وسلامتها، حاميًا ومدفعًا عنها، فى البر والبحر والجو، داخل وخارج الجمهورية، مخلصًا لرئيس الجمهورية، مطيعًا للأوامر العسكرية، ومنفذًا لأوامر قادتى، ومحافظًا على سلاحى لا أتركه قط حتى أذوق الموت، والله على ما أقول شهيد».
كل جملة فى القسم صيغت بروح استشهادية تسرى فى الروح الأبية التى ترنو للنصر والشهادة، نصرك شهادة، وشهادتك نصر.
تخيل وقع هذه الجملة «حتى أذوق الموت» فى نفوس الطلبة فى مقتبل حياتهم العسكرية، عهد وقسم، تذكيرًا بالمهمة المقدسة، الدفاع عن تراب الوطن، وتحبيب فى الشهادة لنيل العزة والكرامة، كما يوصيهم القائد الأعلى للقوات المسلحة.
يقسم الطالب على الشهادة ابتداءً، يقسم على أن يهب مصر حياته من يوم ارتدائه اللباس العسكرى حتى يلقى ربه، وأن يرهن فى حبها مستقبله، ولا يرضى عن الحبيبة (مصر) بديلا.. أحبها من كل روحى ودمى، يا ليت كل مؤمن بعزها يحبها.. حبى لها. (من قصيدة العظيم أحمد رامى، «مصر التى فى خاطرى»، تلحين طيب الذكر رياض السنباطى، غناء كوكب الشرق أم كلثوم). ما يستبطنه الشباب من تضحية وفداء لهذا الوطن الذى يستحق التضحية بالروح والدم والعرق، نموذج ومثال، وطن عظيم، وطن يستحق كل فداء، وتمده مصانع الرجال فى الكليات العسكرية بما يحمى حدوده، ويصطفون بين جنوده البواسل موقنين بالنصر، مقدمين أرواحهم فداء، باسطين الأيدى بالدعاء، دعاء الخليل عليه السلام «رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا».
أول دروس الفداء، الوفاء، يقسم الطالب «أن أكون جنديًا وفيًا لجمهورية مصر العربية»، وَجَرَّبنا وَجَرَّبَ أَوَّلونا.. فَلا شَىءَ أَعَزُّ مِنَ الوَفاءِ، ومعلوم الوفاء من شيم الكرام.. ومصانع الرجال فى القوات المسلحة المصرية تنتج صنفا فاخرا من الرجال الأوفياء، الشهداء الأحياء، لا تنتجه سوى مصانع الرجال السُمر الشداد.
يا فرحة مصر بأبطالها الجدد، طابور الالتحاق بالكليات العسكرية طقس مصرى خالص، منعشة هذه الأجواء الشبابية الحماسية، القبول بالكليات العسكرية بجدارة رصيد إضافى لمنعة الوطن الغالى.