مقالات

حمدي رزق يكتب.. هل يصير دمى- بين عينيك- ماءً؟

حمدي رزق يكتب.. هل يصير دمى- بين عينيك- ماءً؟

حمدي رزق يكتب.. هل يصير دمى- بين عينيك- ماءً؟
الإعلامي حمدي رزق

قبل أن يفوتهم القطار، (أقصد الحوار الوطنى)، لجأت قيادات الإخوان فى المنفى إلى الأخ الكبير، «يوسف ندا»، رجل الاستخبارات الإخوانية فى أوروبا، المفوض الدولى باسمها (سابقًا)، ليفتح حوارًا، ينقب كوة فى حائط الرفض المصرى، ولو على سبيل «العفو»!.

«ندا» يتحنّن. ربنا يحنِّن. أزمة الجماعة الداخلية تعصف بالتنظيم الدولى الذى يفقد نفوذه تباعًا فى ليبيا وتونس والأردن وسائر الأمصار العربية، بعد أن عصفت به (ثورة ٣٠ يونيو) المجيدة، وتركته هشيمًا تذروه الرياح الدولية.

معلوم، كل أبواب العواصم الدولية سُدّت فى وجوههم، إسطنبول من بعد الدوحة، وباريس من بعد برلين، وواشنطن من بعد لندن، لم يعد لهم مأوى.. ضاقت عليهم الأرض بما رحبت.

الإخوان إذا دخلوا دولة، الخراب فى أذيالهم، برلين تشكو من الأخونة فى «ميونخ»، ولندن تشكو الأخونة فى «برمنجهام»، كالوباء، الإخوان جراد أسود يلوث وجه الحضارة الإنسانية.

جماعة الإخوان فى السجون طاف بهم ركب الخيال، يتخيلون أن ركب الحوار سيمر بهم، وأن لهم فى العفو نصيبًا.

من مكمنه، يوجه «يوسف ندا» نداء المتسولين للمسؤولين، مستعطفًا: «سأظل أقول إن بابنا مفتوح للحوار والصفح بعد رد المظالم».

تخيّل العنجهية الفاضية، صفح وحوار، إنت بتحوّر يا جو، أصلًا لا أنتم مدعوّون إلى الحوار، ولا لكم فى الحوار. الحوار للأخيار ليس للأشرار.

يوسف ندا «يرمى بياضه» نيابة عن الإخوان «هذه صفحة من تاريخ مصرنا العزيزة لم تُطْوَ بعد، فهل طويناها إلى غيرها أنقى وأنصع يحيطها التسامح والغفران؟».

الجعان يحلم بسوق العيش، حلم ليلة صيف، لم يتعلم «يوسف» الدرس، يكرر الرسالة التى سبق أن تم تجاهلها قبل عام (فى ١٤ سبتمبر ٢٠٢١)!!. مرفوضة مسبقًا.

قطع الرئيس السيسى قول كل خطيب قائل بالمصالحة مع الإخوان، نصًّا، خلال فعاليات الندوة التثقيفية الـ٣٢ للقوات المسلحة: «لا يمكن المصالحة مع مَن يريد هدم مصر أو تشريد شعبها».

هكذا زعم «يوسف» مصالحة، أبشر بطول سجن يا شاطر، لا مصالحة مع مَن أفتى بقتل رجال الجيش والشرطة والقضاة.. واستهدف الشعب كله.. لا مصالحة مع مَن موّل وخطّط للتمكين من رقاب المصريين تجبرًا.

لا مصالحة مع مَن ابتدروا الشعب المصرى العداء، واستهدفوا رئاستنا وجيشنا، ولم يتركوا فرصة سنحت طوال تسعين سنة من الخيانة إلا ونهشوا لحومنا.. قطيعة تقطعكم!.

عمّا أُحدثكم، عن الدم المُراق فى سيناء، عن عائلات فقدت عمدها وشبابها، عن أبناء تيتّموا، وعن زوجات ترمّلت، وعن أمهات احترقت قلوبهن، عن مواكب الشهداء، عن الجنازات العسكرية، عن نشيد الشهيد، وبكاء ابن الشهيد؟.

تبًّا لكم ولأفعالكم، الإخوان مالهمش أمان، لا عهد لكم، ولا مكان لأنجاس مناكيد فى أعطاف هذا الوطن الطاهر، وحديثكم عن الصفح والعفو والغفران وصفحة جديدة حديث مخاتل، لا ينطلى على أريب.

وكما قال طيب الذكر، «أمل دنقل»، فى قصيدته العصماء: «هل يصير دمى- بين عينيك- ماءً؟

أتنسى ردائى الملطَّخَ

تلبس- فوق دمائى- ثيابًا مطرَّزَةً.. لا تصالحْ».

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى