حوار خاص مع “كندة علوش” بعد تكريمها في مهرجان أسوان: عمرو يوسف مصدر ثقتي

حوار / دنيا أحمد
وسط أجواء فنية مميزة واحتفاء كبير، كرّم مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة في دورته التاسعة النجمة السورية كندة علوش تقديرًا لمسيرتها الفنية المميزة ومشاركاتها المؤثرة في السينما العربية والعالمية. وعلى هامش الندوة التي أقيمت لتكريمها، فتحت كندة قلبها في حوار خاص، تحدثت فيه عن بداياتها الفنية، وتفاصيل تجاربها الدولية، وعلاقتها بزوجها الفنان عمرو يوسف، ورؤيتها للسينما المصرية، ورغبتها في تقديم أدوار تعكس واقع المرأة في الجنوب. حوار صريح ومليء بالتفاصيل الإنسانية والفنية نرصده لكم في السطور التالية.
كندة علوش في حوار خاص بعد تكريمها بمهرجان أسوان: لم أفكر في النجومية ولا زيادة الأجر.. وعمرو يوسف مصدر ثقتي.
س: كيف استقبلتِ تكريمك في مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة؟
ج: فخورة وسعيدة جدًا بهذا التكريم. مهرجان أسوان يعبر بصدق عن المرأة والجنوب، ويساهم في دعم صناعة السينما وتشجيع المبدعين الشباب، وأشعر أنه من أهم المهرجانات المهتمة بالسينما والإنسان في الوقت نفسه.
س: كيف بدأت رحلتك الفنية قبل دخول عالم التمثيل؟
ج: أنا من دمشق، درست في المعهد العالي للفنون المسرحية، وكنت أحلم بالإخراج. بالفعل عملت كمساعدة مخرج وأخرجت ثلاثة أفلام قصيرة. ثم رشحتني المخرجة رشا شربتجي للمشاركة في مسلسل، وحقق نجاحًا كبيرًا. لم أكن أظن أنني سأستمر، لكن التمثيل شدني بعد التجربة.

س: ما أول تجربة سينمائية لفتت الأنظار لكِ؟
ج: أول عمل سينمائي حقيقي لي كان مع المخرج الكبير شريف عرفة في فيلم “أولاد العم”، حيث لعبت دور فتاة فلسطينية. كان الفيلم بطولة كريم عبدالعزيز ومنى زكي وشريف منير، وصُوّر في جنوب أفريقيا، ومن بعده استقريت في مصر.
س: ما الفارق بين السينما المصرية والسورية من وجهة نظرك؟
ج: الفارق في التفاعل الجماهيري. السينما المصرية لديها تنوع أكبر وتاريخ طويل، بينما السورية كانت في وقت من الأوقات تميل أكثر إلى التجريب والفن النخبوي. لكن في النهاية، كل مخرج له رؤيته، وهناك من يقدم أفلام مهرجانات وآخرون يهتمون بالجمهور.
س: حدثينا عن تجاربك في السينما العالمية مثل “السباحتان” و”النزوح”.
ج: هذه التجارب قريبة جدًا إلى قلبي لأنها إنسانية وتحمل رسائل مهمة. “السباحتان” فيلم عالمي عن قصة لاجئتين سوريتين، وأثر فيّ كثيرًا، وكذلك “النزوح” الذي يتحدث عن آثار الحرب في الداخل السوري، وقد حصلت من خلاله على جائزة في مهرجان فينيسيا. التجربة الثالثة “وودي باص” كانت مختلفة، مع مخرجة أمريكية ونجوم من الهند، وعلمتني كيف أكون مرنة بلغة تمثيل جديدة.

س: زوجك الفنان عمرو يوسف.. ما دوره في حياتك؟
ج: عمرو هو مصدر دعمي وثقتي. أنا شخصية قلقة بطبعي ولا أتخذ قرارات بسهولة، وهو دائمًا ما يساندني بحب وهدوء، ويمنحني الشعور بالاستقرار، حتى تحت الضغط يظل مبتسمًا ولا يشعرنا بأي توتر.
س: ما علاقتك بمدينة أسوان، ولماذا اخترتها لإقامة حفل زفافك؟
ج: أسوان مدينة ساحرة بكل ما تحمله الكلمة. بها طاقة روحانية خاصة، وكل زيارة لها بمثابة “غسل للروح”. لذلك اعتبرتها مكانًا مثاليًا لحفل زفافي، وأعتقد أن أي مصري لم يزر أسوان أو الأقصر قد فاته الكثير.
س: هل يمكن أن نراكِ في دور يمثل سيدات الجنوب أو النوبة؟
ج: بالتأكيد! سيكون شرفًا كبيرًا لي. لكنني لا أصنع الأفلام، بل أنتظر ما يُعرض عليّ. إذا جاءني عمل يمثل المرأة في أي منطقة مصرية، فلن أتردد في قبوله.
س: هل ترين أن السينما المصرية ينقصها شيء للوصول إلى العالمية؟
ج: لا ينقصها شيء. العالمية لا تعني التقليد، بل الأصالة والخصوصية. السينما الهندية نجحت عالميًا لأنها تمس جمهورها. وعندنا أمثلة رائعة مثل “عرق البلح” و”يوم مر ويوم حلو”. كلما اقتربت السينما من الناس، كلما اقتربت من العالم.
س: هل تفكرين في النجومية أو زيادة أجرك في اختيار الأدوار؟
ج: إطلاقًا. لم أفكر يومًا بهذه الطريقة. ما يهمني هو تقديم شيء جديد ومختلف. النجومية ليست هدفي، بل التجربة الصادقة والقريبة من الناس.
س: وماذا عن رغبتك في التمثيل بالسينما المغاربية؟
ج: أتمنى ذلك بشدة. شاركت في مهرجانات كثيرة في المغرب وتونس والجزائر، وأُعجبت بالسينما التي يقدمونها. لو تخطيت حاجز اللهجة، سأكون فخورة بالمشاركة في تلك الأعمال.
س: كيف ترين مهرجان أسوان ودوره في دعم الشباب؟
ج: أراه تجربة مهمة ومحترمة جدًا. جذب الموهوبين من الجنوب لصناعة الأفلام أمر ضروري. المهرجان يدعم شباب أسوان، وقد أنتجوا 11 فيلمًا هذا العام. أتمنى أن أكون جزءًا من دعم هذه المبادرات.
س: كيف تصفين رحلتك في التمثيل حتى الآن؟
ج: كانت رحلة مليئة بالتجريب، وأحيانًا بعفوية كبيرة. لم أرتدِ أقنعة لأداء أدواري، بل وضعت روحي في كل شخصية قدمتها. وبعد الزواج، أعطيت الأولوية لأسرتي، ثم عدت للتمثيل وأنا أكثر وعيًا بتجاربي.






