سمر خلف تكتب: “اضطراب الشخصية النرجسية”
ربما حينما تنقر على هذه الصفحة بأصابعك فستصعق مما ستعلم أنك كنت تجهله، اعزائي اليوم وبين هذه السطور لن نتحدث عما هو مسجون في جوف المجتمع ومكبل بالأسوار الحديدية بل سنعي ما هو أشدهم خطراً.
أتدري انك يومياً وفي كل صباح تقابلهم ويلقون عليك التحية مبتسمين بعفوية وقد يظهر على وجوههم البراءة والخفة والجمال؟ هل تدرك أنهم يسيرون بيننا في الازقة باسطتين الايدي يتنفسون نفس الهواء الذي تتلقاه رئتيك؟! وجوه جميلة ولكنها غامضة خفية تحمل من البواطن ما هو قادر على نسف بشرية بأكملها، قنابل موقوتة تنفجر في المقربين منهم دون ان يشعروا أنهم الفريسة وهم الصيادين.
“النرجسيين” او بمدلول آخر مرض ” اضطراب الشخصية النرجسية”.
دعونا نسلط الضوء بشكل اقرب على مثل هؤلاء لكن قبل كل هذا؛ فمن الجدير بالذكر أن:-
نرى من هو الشخص النرجسي وكيف لنا أن نتعرف عليه بمجرد الاقتراب منه وقبل أن يجعلنا فريسته القادمة القابلة للإلتهام ليغذي جعبته النفسية المضطربة طوال الوقت.
هؤلاء الاشخاص نسبتهم قليلة جداً في مجتمعنا تمثل 1% من الناس؛ تلك الحالة الذهنية تصيبهم بجوع لا يشبع للبقاء في بؤرة الاهتمام يجعلهم يبالغون في العناية بصورتهم ومظهرهم الجسدي والحديث عن إنجازاتهم ومواهبهم، ويفقدون التعاطف مع الآخرين، ويصابون بالتوتر والاكتئاب وربما العدوانية إذا لم يعاملوا بالطريقة التي يتوقعونها.
ف لك ان تتخيل يا عزيزي ان شخص نرجسي يصب سهمه عليك ففي هذه الحالة اعلم أن هناك فخ مُحكم يجهز لك ببراعة فائقة دون ان تشعر فإن لم تمدحه مشعراً إياه بذهوه الكاذب فسيعلن عدواته لك بشكل مدمر.
وعلى الرغم من ظهورهم بهيئة الثقة الفائفة بالنفس والغرور الدائم لكنهم اضعف مما يكن فحينما يتعرضوا للانتقاد او لا يجدون الاهتمام المبالغ به يتحطم داخلهم بسهولة وتبدأ حالة الاهتزاز النفسي وتوتر بالظهور وهذا اكثر ما ينفرون منه فلو جازفت بأن تظهره الى العامة فأحذر لأنك لست في مأمن منهم فأنهم لا يتمتعون بالمشاعر ويستمتعون بأهانة عواطف ونفسية الغير أنها وجبتهم المفضلة.
كما ان اضطراب الشخصية النرجسية يؤثر على الذكور أكثر من الإناث، وغالباً ما يظهر في سن المراهقة أو في بداية البلوغ، قد تظهر سمات النرجسية على بعض الأطفال، ولكن هذا عادةً ما يكون طبيعياً بالنسبة لأعمارهم ولا يعني أنهم سيصابون باضطراب الشخصية النرجسية عند الكبر.
تختلف أعراض اضطراب الشخصية النرجسية ومدى شدتها من شخص لآخر، يتسم المصابون بهذا الاضطراب بالصفات التالية:-
١. إحساس عالٍ بشكل غير معقول بأهمية الذات والحاجة إلى سماع عبارات الإطراء والإعجاب باستمرار وبشكل مفرط.
٢. الشعور بأنهم يستحقون امتيازات ومعاملة خاصة.
٣.توقُّع الحصول على التقدير والتكريم حتى بدون إنجازات.
٤. تضخيم إنجازاتهم ومواهبهم بشكل أكبر مما هي عليه.
٥. الانشغال بتخيلات عن النجاح أو القوة أو التألق أو الجمال أو الرفيق المثالي.
٦. الإيمان بأنهم متفوقون على الآخرين وأنهم لا يمكنهم قضاء أوقاتهم إلا مع أشخاص مميزين مثلهم ولن يستطيع فهمهم سوى المميزين من أمثالهم.
٧. الانتقاد والتعامل بتعالٍ مع الأشخاص الذين لا يشكّلون أهمية خاصة من وجهة نظرهم.
٨. توقُّع الحصول على خدمات خاصة وتوقُّع أن يفعل الآخرون ما يريدون منهم من دون طلب ذلك.
٩. استغلال الآخرين للحصول على مرادهم.
١٠. عدم القدرة أو عدم الرغبة في تمييز احتياجات الآخرين ومشاعرهم.
١١. حسد الآخرين واعتقاد أن الآخرين يحسدونهم.
١٢. التصرف بطريقة متعجرفة والتباهي كثيرًا والغرور.
١٣. الإصرار على الحصول على الأفضل في كل شيء.
توقف هل برزت عيناك وجف حلقك مما علمت!
أجل فأنت بشكل يومي قد تتعامل معهم ولن تدري، قد تكن وجبتهم التالية وانت غافل عما يفكرون به ولكن وبما أنك قرأت ما سبق ذكره فيمكنك أن تتعرف على وجودهم بسهولة تامة أما إن كنت تريد معالجتهم فسنتحدث عن ذاك لاحقاً.
#سمر_خلف
