صنعة أبوك ليغلبوك .. كتب: عمرو نوار
“لن يكون الفقر ارثا والغنى ارثا فى مصر بعد اليوم” …لم يكن يعلم الزعيم جمال عبد الناصر عند إلقائه هذه الكلمات الخالدة ان الفن أيضا سيكون فى مصر ” ارثا” …واذا كان هذا المثل الشعبي الشهير ( صنعة أبوك ليغلبوك) يمكن ان ينطبق على أى حرفة أو مهنة أو تجارة فانه من المستحيل بأى حال من الأحوال ان تكون الموهبة ارثا والابداع ارثا …لانهما منحتان يمنحهما المولى عز وجل لمن يشاء حيث يشاء ومتى شاء ….وان كان من المقبول “فنيًا” ان يكون ابن المنتج
“منتجا” وابن نجار البلاتوه “نجارا” فقد أثبتت التجارب العملية انه لا يمكن بحال من الأحوال ان يكون ابن الممثل “ممثلا” وابن الشاعر ” شاعرا ” وابن المبدع “مبدعا” وهاهى الساحة تعج بأمثال هؤلاء فاذا تأملت نتاج أعمالهم وجدتها قد جمعت بين فقر الموهبه و”انعدامها ” فى كثير من الأحيان تزامنت قدرًا مع مناخ فني يوصف بالرداءة فى أقل وصف له … فاذا طرحنا أسماء هؤلاء على معايير الموهبة الإبداعية والمقدرة الفنية أسماء مثل: محمد عادل أمام وكريم محمود عبد العزيز
وأحمد صلاح السعدني وأحمد فاروق فلوكس وعمر مصطفى متولي وأحمد فاروق الفيشاوي وتيام مصطفى قمر على سبيل المثال لا الحصر وتأملت جمعا وفرادي لوجدتهم مسئولين مسئولية كاملة عن حالة ” الانهيار الفني” وعطب المناخ
السينمائي والدرامي في مصر ..فأينما توّلى وجهك ستجدهم أمامك سينمائيا ودراميا وانتاجيا …والحقيقة ان العنصر الرئيسي فى وجود هؤلاء هو “المحسوبية ” والشللية” مضافًا إليها تمتع الاباء بسطوة فنية تفرض على الإعلام المتخصص أفراد مساحات للحديث والثناء والتمجيد لموهبتهم الغائبة … وحيث ان المبدأ الإعلامي يقوم على ان ” مايتكّرر ..يتقرّر” فقد
شغلوا ساحات الإعلام الواقعي والافتراضي على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل فّج …فإذا قال قائل ان الجمهور هو من يقرر ويخفض ويرفع فأعلم ان الجائع على”مائدة الفن “سيأكل كل مايقدم له من “طبيخ ” بايت أو فاسد …والحقيقة أيضًا انه على مدار أربعين عاما تم صناعة جمهور ذو مذاق خاص نتج عن إطعامه هذا النوع من الفن الفاسد والذى ظهر مواكبا
لمآساة مايسمى “بالانفتاح ” والحقيقة الثانية ان هؤلاء ومن وراؤهم قد صنعوا مناخًا تغيب عنه عدالة اتاحة الفرصة لإظهار المواهب الحقيقية وصنعوا “محمية فنية” لا يدخلها غيرهم ويؤسفني ان اتنبأ انه إذا لم تتدخل أجهزة الدولة ممثلة فى وزارة
الثقافة للبحث عن المواهب الحقيقية بعيدًا عن هؤلاء الذين لم يقدموا إلا أعمال البلطجة والمخدرات وخناقات المطاوي والسنج وكأن مصر قد خلت من كل جمال وعظمة وحضارة إلا من هذه النوعية حيث لا توجد لديهم مواهب حقيقية تمكنهم من تقديم فن راق أقول يؤسفني ان اتنبأ ان نهاية الريادة الفنية والسينمائية لمصر ستكون على ايد اولئك الورثة المُدّعون .