الدين معاملةمقالات

“رحيل صاحب الكلمة الهادئة والموقف الثابت.. محطات مضيئة في حياة الشيخ محمد حسن النادي”

“رحيل صاحب الكلمة الهادئة والموقف الثابت.. محطات مضيئة في حياة الشيخ محمد حسن النادي”

"رحيل صاحب الكلمة الهادئة والموقف الثابت.. محطات مضيئة في حياة الشيخ محمد حسن النادي"
الشيخ محمد حسن النادي

كتبت / مايسة عبد الحميد 

في وداع مهيب، ودّعت الأوساط الدينية والثقافية واحدًا من أبرز أعلام الدعوة الإسلامية في مصر والعالم العربي، الشيخ محمد حسن النادي، الذي وافته المنية عن عمر ناهز 38 عامًا، بعد حياة حافلة بالعطاء العلمي والدعوي.

وُلد الشيخ محمد حسن النادي في محافظة الشرقية عام 1923، ونشأ في بيئة متدينة، حيث تلقّى تعليمه الأوّلي في كُتّاب القرية، وأتم حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة. ومنذ نعومة أظافره، ظهرت عليه ملامح النبوغ والميول العلمية، ما أهّله للالتحاق بالأزهر الشريف، حيث واصل دراسته في العلوم الشرعية واللغة العربية.

"رحيل صاحب الكلمة الهادئة والموقف الثابت.. محطات مضيئة في حياة الشيخ محمد حسن النادي"
الشيخ محمد حسن النادي

التحصيل العلمي والفقهي

نال الشيخ درجته الجامعية من كلية الشريعة والقانون، ثم واصل دراسته العليا في مجال الفقه المقارن، وكرّس حياته لخدمة الدعوة الإسلامية، متأثرًا بكبار علماء الأمة، وعلى رأسهم الإمام محمد متولي الشعراوي، والدكتور يوسف القرضاوي، وآخرين.

"رحيل صاحب الكلمة الهادئة والموقف الثابت.. محطات مضيئة في حياة الشيخ محمد حسن النادي"
صورة ارشيفية

منبر الخطابة وصوت الدعوة

برز الشيخ محمد حسن النادي كخطيب مؤثر، عُرف بفصاحته وعمق طرحه، حيث شغل منابر عدة مساجد كبرى في مصر، وكان له حضور دائم في البرامج الدينية عبر القنوات الفضائية، حيث تناول القضايا المعاصرة من منظور إسلامي وسطي، يجمع بين الأصالة والمعاصرة.

مؤلفات وإسهامات فكرية

أثرى المكتبة الإسلامية بعدد من المؤلفات التي لاقت رواجًا واسعًا، منها كتاب “فقه الواقع في ضوء الشريعة”، و”من هدي النبوة في زمن الفتن”، إلى جانب مئات المقالات والبحوث المنشورة في المجلات المتخصصة.

مواقف وطنية وإنسانية

لم يكن الشيخ النادي بعيدًا عن قضايا وطنه وأمّته، إذ عُرف بمواقفه المعتدلة في أوقات الأزمات، ودعوته الدائمة إلى الوحدة ونبذ العنف، كما كان سندًا للفقراء والمحتاجين من خلال مبادرات خيرية أطلقها في عدد من المحافظات.

الرحيل والميراث الروحي

رحل الشيخ محمد حسن النادي بجسده، لكن أثره سيظل حيًا في قلوب تلاميذه ومحبيه، وفي كل من نهل من علمه واستنار بفكره. وقد نعته مؤسسات دينية كبرى، أبرزها الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية، مؤكدة أن الأمة فقدت علمًا من أعلامها المخلصين.

شاهد ايضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى