عاجلعالم الفن

عبد الفتاح القصري.. نجم الكوميديا الذي أضحك الناس ومات حزينًا

عبد الفتاح القصري.. نجم الكوميديا الذي أضحك الناس ومات حزينًا

عبد الفتاح القصري.. نجم الكوميديا الذي أضحك الناس ومات حزينًا
عبد المفتاح القصري

كتبت / دنيا أحمد

يُعد الفنان عبد الفتاح القصري واحدًا من أشهر من أضحكوا الجمهور في تاريخ السينما المصرية، بفضل أدائه الكوميدي الفريد، وطريقته المميزة في نطق الحروف، وعباراته التي لا تُنسى مثل: “انتي اللي قتلتِ بابايا يا إنشراح!”. ورغم هذه البهجة التي زرعها في قلوب الملايين، كانت حياته الشخصية مليئة بالحزن والمآسي التي انتهت بنهاية مأساوية.

وُلد القصري عام 1905 لأسرة ميسورة الحال، وكان والده يعمل في تجارة الذهب. درس الفن في باريس، وكان يتمتع بثقافة واسعة. بدأ مسيرته على المسرح، وشارك في أعمال مع عمالقة المسرح مثل نجيب الريحاني، ومن ثم انتقل إلى السينما حيث قدم أكثر من 60 فيلمًا كوميديًا.

عبد الفتاح القصري.. نجم الكوميديا الذي أضحك الناس ومات حزينًا
عبد الفتاح القصري

لكن خلف هذه المسيرة اللامعة، كانت حياته العاطفية مليئة بالجراح. فقد تزوّج من فتاة تصغره بسنوات عديدة، أحبها حبًا شديدًا، لكنها خانته مع صديقه المقرب. وعندما علم بالأمر، كانت الصدمة قاسية عليه، وتسببت في تدهور حالته النفسية بشكل كبير.

عبد الفتاح القصري

وفي أحد عروضه المسرحية، وأمام الجمهور، فقد القصري بصره فجأة وهو على خشبة المسرح. ارتبك، وقال بصوت مرتعش: “أنا مش شايف حاجة… طفي النور يا إسماعيل!”. ساد الصمت، ثم أُسدل الستار على واحدة من أعظم المآسي في تاريخ الفن المصري.

عبد الفتاح القصري

بعدها، تخلّى عنه الجميع. عاش في غرفة صغيرة في حي فقير، لا يزوره أحد. حتى أقرب أصدقائه في الوسط الفني غابوا عنه. كانت والدته هي من ترعاه، لكنها توفيت، فازداد حاله سوءًا. وفي النهاية، توفي عبد الفتاح القصري عام 1964 وحيدًا وفقيرًا، لا يملك سوى الذكريات، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا خالدًا وحكاية حزينة لا تنسى.

عبد الفتاح القصري

كان عبد الفتاح القصري نجمًا كوميديًا لامعًا، لكنه عاش ومات مأساة تفوق في قسوتها أدواره الساخرة. ضحك الجمهور من قلبه، بينما كان قلبه ينزف بصمت. قصة تُثبت أن الكوميديا قد تكون في كثير من الأحيان قناعًا يخفي الحزن العميق.

زر الذهاب إلى الأعلى