كيف تجعل طفلك يحكي لك كل شيء.. فن بناء الثقة والفضفضة

كتبت / دنيا أحمد 

كثير من الآباء والأمهات يتمنون أن يكونوا “الصديق الأول” لأطفالهم، لكنهم يصطدمون أحيانًا بجدار من الصمت أو التحفظ، خاصة مع تقدم الطفل في العمر. الحقيقة أن الطفل لا يتوقف عن الكلام، لكنه يحتاج إلى من يسمعه بصدق، ويشعره بالأمان. فكيف نبني هذه الجسور من الثقة؟ وكيف نساعد أطفالنا ليحكوا لنا كل شيء، من مشاعرهم إلى مواقفهم اليومية؟

1. استمع أكثر مما تتكلم

حين يبدأ طفلك في الحديث، قاوم رغبتك في المقاطعة أو تصحيح التفاصيل. الإنصات الجيد يشعره بأنك تهتم بما يقول، حتى لو بدا لك الأمر تافهًا. تعبيرات وجهك، نبرتك، وردود فعلك يجب أن تكون مشجعة.

2. لا تحكم بسرعة

من أكثر الأشياء التي تجعل الأطفال يتوقفون عن المشاركة هي الخوف من الحكم عليهم. إذا أخطأ طفلك وأخبرك، حاول ألا تكون ردود أفعالك قاسية. بدلاً من ذلك، امدحه على صدقه أولًا، ثم ناقش الخطأ بهدوء.

3. اجعل الحديث عادة يومية

خصص وقتًا يوميًا، ولو 10 دقائق فقط، للحديث مع طفلك. اسأله عن يومه بطريقة غير مباشرة، مثل: “إيه أكتر حاجة ضحكتك النهاردة؟” أو “لو كنت تقدر تغير حاجة حصلت، هتكون إيه؟”

4. شاركه تجاربك

حين تحكي لطفلك عن مواقفك، ولو بسيطة، فهو يتعلم بالمثل أن الحديث عن المشاعر والمواقف شيء طبيعي وآمن. لا مانع من أن تقول: “أنا كمان حسيت بالضيق لما حصل كذا…”

5. تجنب الترهيب أو التهديد

إذا شعر الطفل أن هناك عواقب مخيفة لكل ما يقوله، سيتعلم الكتمان. حتى في الأمور الصعبة، حافظ على هدوئك، واظهر له أنك موجود لتساعد لا لتعاقب.

6. لا تسأله أمام الآخرين

أحيانًا يسألك الأهل: “احكي لماما حصل إيه في المدرسة!” أمام الجميع. هذا يضع الطفل في موقف محرج، وقد يدفعه إلى الكتمان لاحقًا. الأفضل دائمًا أن تكون الأحاديث الخاصة… خاصة فعلاً.

7. امنح الثقة مقدمًا

قل له دائمًا: “أنا واثق إنك هتتصرف صح”، أو “أنا موجود دايمًا تسمعني لو احتجتني”. الكلمات البسيطة دي بتفتح باب كبير للحوار.

طفلك ليس مطالبًا بأن يحكي لك كل شيء بالقوة، لكنك قادر على خلق بيئة تجعله “يريد” أن يشاركك كل شيء. السر يكمن في العلاقة، وليس في الأسئلة. كن له أمانًا، وسيمنحك ثقته كاملة.