فريق الأشباح و عشاق الساحرة المستديرة
كتب/د. محمد كامل الباز
كثير ماكانت تتهم الكورة الإيطالية بالدفاع الأسمنتى وكان هذا الإتهام على الصعيد الدولى والمحلى حيث استمر الاتهام حتى ثمانينات القرن الماضى حينما اقصى الازورى راقصى السامبا من مونديال إسبانيا 1982 رغم وجود جيل عظيم فى البرازيل مثل زيكو وسقراط ولكن بأسلوب الدفاع والاعتماد عل الهجمات المرتدة نجحت إيطاليا فى الفوز بالمونديال ولكنها خسرت حب كثير من عشاق الساحرة المستديرة الذين يميلوا للكرة الهجومية واللعب المفتوح.
وظل الوضع هكذا حتى حدث تغيير فى آخر الثمانينات بتولى اريجو ساكى مهمة تدريب اسى ميلان ..استطاع ساكى أن يحدث فارق هائل فى اسلوب اللعب الايطالى واعتمد على تقارب الخطوط والزيادة العددية. فقد كانت المسافة بين باولو مالدينى اخر لاعب وماركو فان باستن لاتتعدى 25 متر فقط بالضغط العالى وتقارب الخطوط استطاع الميلان ان يفعل كل شئ ناهيك عن وجود مثلث الرعب الهولندى (فرانك ريكارد-فان باستن-رود خوليت)
كثير ممن كان يتابع تدريبات الميلان كان يدهش من اسلوب اريجو ساكى الذى كان يقوم بربط رباعى خط الظهر (مالدينى-كوستاكورتا-تاسوتى-باريزى)بحبل واحد بحيث يتقدموا ويرجعوا فى نفس الوقت ومن يتأخر يسقط أرضا ..من كان يشاهد التدريبات يجد اثنين وعشرون لاعبا يجرون بدون كرة بالفعل فريق أشباح كأنهم فى تدريب حرب وليس كرة. استطاع ساكى فى فترة وجيزة تغيير مفهوم الكورة الايطالية من دفاع محكم الى كرة جماعية وخطوط متقاربة. وتمكن من الفوز بكأس الاندية ابطال الدورى (دورى أبطال أوربا )
حالياً وذلك عامى ١٩٨٩-١٩٩٠ بل والمدهش انة استطاع إزاحة الملكى الاسبانى ريال مدريد فى نصف النهائى بخماسية كانت قاسية على الميرنجي . بطريقة ٤-٤-٢ تمكن ساكى من تكون فريق كاد ان يغزو العالم حيث يقول اسطورة التدريب الايطالى فابيو كابيللو
ثلاثة عوامل ساهمت فى تغيير مفهوم الكورة للأبد
١-قانون التسلل
٢-ركلات الجزاء
٣-ميلان اريجو ساكى
د/محمد كامل الباز