في ذكرى استيلائه على الحكم.. جعفر النميري قائد انقلاب مايو وحاكم السودان 16 عامًا
كتابة / دنيا أحمد
في مثل هذا اليوم، 25 مايو من عام 1969، صعد جعفر محمد النميري إلى سدة الحكم في السودان عبر انقلاب عسكري، أطلق عليه لاحقًا اسم “ثورة مايو”، ليبدأ حقبة استمرت 16 عامًا من حكمه للبلاد.
وُلد النميري في مدينة أم درمان عام 1930، في أسرة بسيطة، وكان والده موظفًا حكوميًا أحيل إلى المعاش براتب لم يتجاوز تسعة جنيهات، ما دفعه إلى الحرص الشديد على تعليم أبنائه رغم ظروف الحياة القاسية. ويقول النميري في مذكراته إن والده طلب من شقيقه الأكبر التوقف عن الدراسة من أجل دعمه ماديًا في استكمال تعليمه.
التحق جعفر النميري بمدرسة “حنتوب الثانوية”، ورغم تفوقه، قرر عدم الالتحاق بالجامعة بسبب الظروف المادية الصعبة، وبدلاً من ذلك التحق بالكلية الحربية عام 1949، حيث رأى في القوات المسلحة فرصة لتأمين دخل يساعد به أسرته. تخرج ضابطًا برتبة ملازم ثانٍ وتدرج في المناصب العسكرية حتى أصبح أحد أبرز ضباط الجيش السوداني.
قاد النميري ومجموعة من الضباط عدة اجتماعات تحضيرية في الخرطوم ومدن أخرى قبل تنفيذ الانقلاب، وبالفعل سيطر على الحكم بسهولة نسبيًا. خلال فترة حكمه، واجه عدة محاولات انقلابية، أبرزها انقلاب هاشم العطا في يوليو 1971، وانقلاب الضابط حسن حسين في سبتمبر 1975، لكنهما فشلا وتمكن من البقاء في السلطة.
شهد عهد النميري أحداثًا بارزة، منها أطول هدنة بين المتمردين والحكومة المركزية، والتي امتدت لـ11 عامًا، إلى جانب ظهور الحركة الشعبية لتحرير السودان وجناحها العسكري، مما أدى إلى اندلاع فصول جديدة من الحرب الأهلية.
وفي مارس 1985، وأثناء وجوده في واشنطن للعلاج، اندلعت انتفاضة شعبية واسعة قادتها النقابات والأحزاب، وخرجت الجماهير إلى الشوارع، لتعلن القوات المسلحة بقيادة الفريق عبد الرحمن سوار الذهب انحيازها إلى الشعب. وبينما كان النميري عائدًا إلى الخرطوم، نصحه مساعدوه بتحويل وجهته إلى القاهرة، حيث لجأ سياسيًا بعد أن انتهى حكمه.
ظل جعفر النميري مقيمًا في مصر حتى عاد إلى السودان في 22 مايو 1999، بعد سنوات من الغياب، ليبقى اسمه واحدًا من أبرز الشخصيات المثيرة للجدل في التاريخ السياسي السوداني.
