قصة النملة النشيطة وكسل الصيف

كتابة / دنيا أحمد
في غابةٍ صغيرةٍ خضراء، كانت تعيش نملة صغيرة اسمها نورا. اشتهرت بين باقي الحشرات بنشاطها وحبها للعمل. كل صباح، تستيقظ مبكرًا وتخرج من بيتها في باطن الشجرة، تحمل فتات الخبز وحبوب القمح لتخزنها في مستودعها الصغير استعدادًا لفصل الشتاء.

وفي يومٍ مشمس، قابلت نورا صديقتها الصرصورة سوسو، التي كانت ترقص وتغني وتلعب تحت أشعة الشمس.
قالت سوسو:
“يا نورا، لمَ كل هذا التعب في هذا الجو الجميل؟ تعالي لنلهو ونمرح!”
ابتسمت نورا وقالت:
“اللعب جميل، لكن الشتاء قادم، ويجب أن أستعد له من الآن. فالعمل اليوم راحة في الغد.”

ضحكت سوسو وقالت:
“الشتاء ما زال بعيدًا، وسأفكر فيه لاحقًا!”
ومرت الأيام، واستمرت نورا في جمع الطعام وتخزينه، بينما قضت سوسو الصيف كله في اللعب والغناء دون أن تجمع شيئًا.
وجاء الشتاء، وهبط البرد القارس، واختفت الحبوب والأطعمة من الحقول. جلست سوسو ترتجف من الجوع والبرد، لا تجد ما تأكله.

تذكرت حينها كلمات نورا، وذهبت إليها حزينة تطلب المساعدة.
رحبت بها نورا بلطف، وقدمت لها الطعام والمأوى، وقالت بابتسامة دافئة:
“العمل في وقته نعمة، والكسل لا يفيد في الشدة.”
ومنذ ذلك اليوم، تعلمت سوسو الدرس، وأصبحت تساعد نورا في جمع الطعام كل صيف، وعرف الجميع أن النشاط والاجتهاد هما مفتاح النجاح والأمان.

العبرة:
الاجتهاد في الوقت المناسب يحمينا من الندم لاحقًا، والعمل الجاد هو طريق الأمان والسعادة.






