لماذا تطمئن سدوم اليوم … هل نسيت ماحدث لسدوم الأمس ؟
كتب: د. محمد كامل الباز
تغيرات المفاهيم ،اندثرت التقاليد ، تراجعت الفضائل وحسن الخلق حتى أصبح الحق ضعيف وصوته خافت ، من يخالف أوامر الله صراحة يرفض حتى مجرد التلميح لذلك ويعتبر هذا إهانة شخصية له ،إذا حدثت أحد عن ضرورة الصلاة يرد عليك أنت مالك أنا حر، ضرورة الصيام ، يرد آخر أنت اللى هيحاسبنى ده ربنا رحيم، الحجاب ، حسن الخلق ، بر الوالدين … إلخ ، ويرفض الكثير النصح أو حتى مجرد التلميح به ويعتبر هذا إهانة كبيرة وتعدى على الحرية ، هل ترك الموبيقات تنتشر يعتبر نوع من الحرية ؟
إذا ذهبنا للوراء منذ مئات السنين وبالتحديد فى أرض سدوم بالأردن ، ظهر قوم يفعلون ما لم يفعله أحد قبل وهو زواج الرجال مع بعضهم البعض فى تحدى واضح للفطرة الطبيعة التي خلقنا الله عليها ، وبالطبع لم يترك الله هؤلاء القوم يفعلون مايحلو لهم دون إرسال تحذير وإنذار لهذا الفعل وكان هذا التحذير مع نبى الله لوط الذى بدأ مع القوم بالنصيحة واللين ومحاولة ترك ذلك المنكر، لكنهم رفضوا وطلبوا من نبى الله أن يبقى فى حاله ، لا يكلمهم فى شىء كل واحد حر، يوجد خبث ينتشر فى القرية كيف نتركه بدعوى الحرية .. لم يستجب أحد ،بل ذهب هؤلاء الخبثاء لأبعد من ذلك حيث بمجرد علمهم وجود ثلاثة ضيوف فى غاية الجمال عند لوط لم يملكون أنفسهم وتجمعوا بالالاف عند بيته بدون أي احترام للحرية التى يزعمون ، عندما تصطدم الشعارات المزعومة للفاسدين مع أهوائهم يضربوا بعرض الحائط كل تلك الشعارات التى ينادون بها .. بدون أى خجل يريدون ضيوف لوط فقد تملكت الشهوة منهم وجرى فى دمهم الخبث ، لوط عليه السلام يحاول آخر مرة إقناعهم بالفطرة السليمة والحياة الطبيعية التى خلقنا الله عليها وهى أن يتزوجوا من بناته ويتركوا ذلك العفن، لكن لا حياة لمن تنادى ،عندئذ وبعد فترة طويلة من الإمهال يعرف الضيوف أنفسهم لذلك الرجل المغلوب على أمره ،هم ملائكة من عند الله وقد حق لحظة الحساب لهؤلاء الظالمين وامروا لوط أن يأخذ أهله إلا زوجته ويتركوا ذلك المكان المظلم ..بل لا يلتفتوا للوراء ….ماذا سيحدث ؟؟ لماذا لم يتفهم الملائكة طبيعة القوم ويحترمونها ، ربما يعانون من اضطرابات نفسية ولهم حقوق … لابد من تقدير موقفهم …
بالفعل تم تقدير موقفهم ونالوا ما كانوا يفعلون … هل اعترفت بهم القبائل المجاورة وأصبح الزواج عندهم علنى على مرئى ومسمع من باقى العرب ؟ .. هل سامحهم الرحمن الرحيم وتفهم موقفهم بالاستمرار فى تلك الفاحشة .. لا والله بمجرد خروج لوط وأهله من القريه إذ أمر الله جبريل أن يرفع تلك القرية الظالم أهلها للسماء ثم خسف بها الأرض … متخيل العذاب تم محو أثرهم ومكانهم بالكلية أصبحت القرية تحت الأرض ..حق عليهم عقاب الله وعذابه وفق ما اقترفوه ، انقطع ذكرهم بالكلية ليكونوا عبرة لم يأت بعدهم ، ولكن هل اعتبر الخلف من السلف ؟ أحفاد هؤلاء الأن مُكنوا فى الأرض بطريقة لم يحلموا بها ، امتلك الكثير منهم المنصات الإعلامية ، صناعة السينما ،حتى المناصب السياسية ليصبح مجرد التلميح أو الكلام على هذا المنكر نوع من أنواع التهكم الذي يستوجب العقاب …متخيل ؟ أصبح رفضك لزواج رجل من رجل نوع من الجمود وعدم قبول الآخر ، ينقلب العالم رأس على لعدم ارتداء لاعب كورة علم الشواذ على قميصه ، يجبرون المنصات الإعلامية على وضع شارة تضامن لهم ، يجعلون من أفلام الأطفال وسيلة لنشر ذلك الخبث بين الأبرياء ولكن لم يسئلوا أنفسهم وماذا بعد …هم حرفياً يتحدون المالك والمُسيطر على هذا الكون فهل مستعدون لهذا التحدى..؟ عاش أهل سدوم فى غيهم وعاثوا فى الأرض يبارزون الله بتلك الفاحشة ..حتى نالوا عقابهم من المنتقم الجبار ما الذى تتميز به سدوم اليوم لتنجو من عذاب سدوم الأمس .
ما الضامن الذى يراهن عليه سادتهم كى يفسدون فى الأرض هكذا لقد قام فقط أحد خلق الله بقلب القرية من أعلى عليين لاسفل سافلين ..هل يعجز هذا الخلق أن يفعل هذا مرة أخرى ..؟