محمد الشاذلي يكتب.. الكفاءة و المحسوبية
إذا كان التلاعب بأموال العامة فساداً واضحاً فإن الواسطة أو المحسوبية نوع من أنواع الفساد، لوجود الشخص غير المناسب في منصب أعلى من مؤهلاته وخبراته العلمية والعملية، ويعد غشاً للأمانة التي أؤتمن عليها أصحاب القرار والمسؤولين، فهي بالفعل جريمة في حق المجتمع والفرد تكون فيها المصلحة الشخصية فوق المصلحة العامة.
ظاهرة الواسطة او المحسوبية تعبر عن واقع مؤلم وهى أكثر أنواع الفساد شيوعا فى الأوساط الادارية، ويمكن أن تلغي حقا أو تحقق باطلا، ولهذا تعتبر فسادا يعاقب عليه القانون لأنه اعتداء على حق الآخرين وعلى أسس العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص فهي سبب رئيسي لقتل همة المبدعين واخفاء ابداعاتهم، وهذه الظاهرة تعد واحدة من الظواهر التي تنخر فى جسد المؤسسات والهيئات والشركات سواء كانت تلك المؤسسات عامة او خاصة وتساهم في زيادة وانتشار فاقدي القدرة على العطاء والانجاز فمجتمعنا يستحق الافضل لذلك لابد أن ترفع مؤسساتنا العامة والخاصة شعار البقاء للأفضل والأجدر فى الوظائف وتولى المناصب القيادية.
من هنا تكمن براعة المسؤول حينما يعاقب المتهاونين على حدة ويكافئ المجتهدين ولو بعد حين ويسعى لكى يتفهم الأوضاع ويكون على علما ودراية بما يجول بالمنصب الموكل به.