مريم عبد الحكيم.. مباراة كرة قدم تكتشف موهبتها في الكتابة
حوار: أحمد الدخاخني
في 18 نوفمبر 2009 , كان تاريخ مباراة هامة جمعت بين منتخبي مصر والجزائر في المؤهلة للمونديال بجنوب إفريقيا, والتي انتهت بهزيمة المنتخب الوطني أمام الجزائر, فتأثرت ” مريم عبد الحكيم ” بهذه الخسارة وقامت بخوض أول تجربة لكتابة خاطرة عنها, وأخذت تكتب خواطر التي مع الوقت تتحول رويداً لمقالة ثم قصة قصيرة ثم تحولت لرواية, ونجحت مريم في اكتشاف موهبتها في الكتابة وقررت خوض المسابقات لقياس مدى قدرتها في ممارسة هذه الموهبة, وكانت عائلة حريصة على أن تحفظ أبنتها أجزاء من كتاب الله فتعلق قلبها حباً للغة العربية, ونشرت مريم ثلاث روايات وهم ” مازلت منتظرة ” عام 2015, و” شاهد قبل الحذف” عام 2017, ثم الرواية الأخيرة ” ما أبرئ نفسي” التي صدرت العام الجاري, وتواصلت ” عالم النجوم ” مع الكاتبة الشابة مريم عبد الحكيم, التي تخرجت من كلية الإعلام بجامعة القاهرة عام 2018 والتي تبلغ من العمر 25 عاماً, في حوار خاص للحديث عن مشوارها الأدبي والرسالة المودهة للقراء في روايتها الأخيرة, كما يلي:
متى اكتشفتي موهبتك في الكتابة ؟
اكتشفت موهبتي في الكتابة بالظبط بتاريخ 18 نوفمبر 2009 وتحديدا تاني يوم الصبح الساعة 8, مقدرش أنسى التاريخ لأنه كان يوم ماتش مهم بين مصر والجزائر في السودان, واتأثرت جدآ بخسارة المباراة وجربت أني أكتب لأول مرة وحسيت بخاطرة كتبت عنها, والحمد لله كان في حرص من أهلي أني أحفظ أجزاء من القرآن الكريم من صغري فده خلى عندي حب للغة العربية فمكانتش الخاطرة بالعامية وكان كل المدرسين لما قروها لقوا فيها رصانة فحسوا أن في حاجة وانا كمان حسيت من ردود الأفعال, فبدأ الموضوع يكبر ويتطور نوعاً ما يعني الخاطرة ممكن تكون مقال وتتحول لقصة قصيرة وتكبر تبقى رواية, واللي ساعدني أكتر إن كان عندي إصرار هل أنا ماشية صح ولا لأ, فكنت بشارك في مسابقات كتير على مستوى المدرسة والإدارة التعليمية والمحافظة بعد كده تطور لعلى مستوى الجمهورية, وكانت المسابقات فيها لجنة تحكيم وفيها مناقشة مش بس حصول على المركز, وكان الأستاذ يعقوب الشاروني رائد أدب الأطفال في مصر لما كنت في أولى ثانوي هو اللي بيقرأ القصة اللي أنا كاتباها ويقولي استخدمي التعبير ده أو الشخصية دي محتاجة كذا فدي فادتني جدآ.
ما هي الرسالة الموجهة للقراء في رواية ” ما أبرئ نفسي ” ؟
الرواية دي بالنسبة لي مهمة لأن الفكرة في إختيار الموضوع أن في حاجة إسمها صحة نفسية لأن من كام سنة في استنكار أو الناس تسأل عن معنى المصطلح ده أصلآ لكن مع الوقت والسوشيال ميديا والتصاعد اللي بيحصل مؤخراً بقينا نعرف الصحة النفسية وبنشوف نماذج كتيرة في المجتمع غير أسوياء نفسياً فقررت أني أتكلم في الموضوع ده عن طريق رواية ” ما أبرئ نفسي” والرسالة هي العنوان أن أي قارئ يقرأ الرواية يقف مع نفسه ومايخجلش يزور طبيب نفسي هي مش وصمة عار عشان يكمل حياته بشكل صحيح وهو ده الشخص اللي يقدر ينجح,أما الشخص اللي يكابر هتكون الدنيا صعبة عليه.
ما هي الصعوبات التي واجهتيها ؟
الصعوبات ممكن نقسمها لفترات, يعني فترة الكتاب الأول في 2015 هي أصعب حاجة أني أقنع دار نشر إني عامل كتاب وأنا لسة عندي 18 سنة وأكتر حاجة كانت بتضايقني فكرة عدم قراءة العمل لأنهم شايفينه عبث وتضييع وقت لقراءة كتاب بنت عندها 18 سنة وواقعها صعب كفيل إن الواحد يقرر يبطل كتابة لأنها مرهقة نفسياً بالنسبة لي وحاجة مش سهلة, يعني رواية ” ما أبرئ نفسي” قعدت أكتبها 4 سنين أعيد تحضير وأعمل مسودة وأبيٌض وأعيد تاني عشان عشان أعرف أشتغل على شخصيتي صح, والفترة التانية نشر الكتاب الأول عمل صدى كويس, لكن النشر يمر بفترة من سيء لأسوأ مفيش تشجيع لكتٌاب الشباب إلا بمعايير معينة وهو معيار السوشيال ميديا طالما عندك متابعين مش هبص مادام هتبيعلي, وده بياخدنا لفكرة الصراع إن دار النشر من حقها الربح, بس في نفس الوقت لازم الأدب يكون في المقام الأول قبل المادة لأن لو طغت المادة مع العمل الأدبي هيكون مهين جداً.
من هو أكثر الناس تشجيعاً لكِ ؟
أكثر الناس هما أسرتي, ولما تكون الأسرة فيهم كاتب مش سهلة عليهم لأني بتوحد مع شخصياتي وحسب كل حاجة بتفرض نفسها, يعني رواية ” شاهد قبل الحذف ” كانت قايمة على الأماكن, وأتذكر من ضمن المسابقات اللي دخلتها كان فيها لجنة تحكيم الكاتب الكبير الأستاذ إبراهيم عبد المجيد والكاتبة الصحفية الدكتورة نوال مصطفى كان عندهم ملاحظة على العمل أنه زي فيلم سنيمائي ويربطوا بين دراستي في كلية الإعلام , وكتابتي قايمة على اللعب بعنصري الزمان والمكان, فمكنتش بكتب عن مكان إلا لما أكون متواجدة فيه, يعني مثلا حدث في رواية في مطار القاهرة فأنا هروح المطار لأن ده هيخليني عايشة القصة, وأكتر حاجة بتميزني الصدق وإني بكتب بإحساس القارئ يتفاعل مع معاها مش بقوة أسلوبي ولا أفكاري أو جودة تحضير الشخصية, والتشجيع أن أي حد بيشرفني في حفل التوقيع بتبقى حاجة غالية عليا جداً.
من هو مَثلكِ الأعلى ؟
من وأنا في ابتدائي قريت كتابات يوسف السباعي ويمكن ده فكرة تأثري بالصدق وكان أول حاجة قريتها كانت ” بين الأطلال” ومش بفتكر الحبكة لكن إحساس البطلة, فالأسلوب ده بحبه وده اللي بسعى له دايماً, وكمان الدكتور أحمد خالد توفيق لأن كتاباته واقعية وسهلة, وليا استراتيجية أني بقرأ ككاتبة عايزة أتعلم وبدوٌن الملاحظات على جنب بفبحب كتاباته ولو مقال نص صفحة بكون سعيدة.
ما هي الجوائز التي حصلتي عليها ؟
حصلت على المركز الأول للقصة القصيرة ” إلى متى؟ ” على مستوى القاهرة سنة 2011, وفي 2013 حصلت على المركز 13 على مستوى الجمهورية لقصة ” مازلت منتظرة” واخترت أنه يكون عنوان لكتابي الأول, وفي 2014 حصلت على المركز الأول على مستوى كلية الإعلام عن قصة “وكيف لي ألا أحزن”, وفي 2016 حصلت على المركز التاني من وحدة مناهضة التحرش والعنف ضد المرأة لقصة ” لا لوم عليهن”, ورواية ” شاهد قبل الحذف” أخدت المركز التميز من المكتبة المركزية بجامعة القاهرة في 2017 والمركز التاني على مستوى القاهرة في 2018.
ماهي أحلامك التي تسعي لتحقيقها ؟
أحلامي أنه يكون عندي أكتر من اللي أنا بكتبه وماتمناش أني أكتب حاجة بلا هدف, وبشوف الكتابة منجة من ربنا فلازم أحسن استغلالها لأن ممكن تتاخد في أي وقت, ساعات بكتب حاجة بقول ايه العظمة دي, ساعات تانية بكتب بحس بتمنى أن محدش يشوفها, فبالتالي مش دايماً بنكتب حاجات كويسة بالعكس بنجرب ونشغبط ونقع ونقوم, فربنا يقدرني أن كتاباتي تكون لها أثر إيجابي وأحافظ على الصدق.